حجاب المرأة المسلمة _2
حجاب المرأة المسلمة _2_
[ مقدمة المؤلف رحمه الله تعالى ]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أمر بعمل الصالحات ونهى عن المعاصي والمضرات ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرضين والسموات ، وأشهد أنَّ نبينا محمداً عبده ورسوله المبعوث رحمة للعالمين ، اللهم صلِّ وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه الطيبين .
أما بعد فقد طلب مني بعض الإخوان رسالة مختصرة في التحذير من التبرج والسفور ، فأجبتهم طالباً من الله العون والسداد ، وراجياً أن تكون نافعة للعباد ، وسميتها (( المرأة المسلمة والحجاب )) والله أسأل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم ، برحمته إنه أرحم الراحمين .
الفقير إلى الله تعالى
عبد الله بن عبد الرحمن آل سند
عفا الله عنه
************************************************
يا أيها الرجل الرشيد والمرأة العاقلة اعلموا أن من حكمة الله عز وجل أن جعل الرجل قائماً على المرأة ، وحافظاً وحارساً ، قائماً عليها بالقوت وما تحتاج له ، وحارساً عليها في دينها وأخلاقها وموجهاً ومرشداً ، وحافظاً لها عن كل ما يشينها ومن أجل ضعف المرأة ، ولو تركت ونفسها لما استطاعت أن تحافظ على نفسها وعرضها وكرامتها ، وهذا أمر ظاهر مشاهد قد تستحسن أمراً وهو غير حسن وتقع في المحظور وهي لا تشعر .
يا أيتها المسلمات العاقلات انتبهن وتدبرن آيات الله تعالى وأحاديث رسول الله r ، واعقلن ما فيها من حكمة وأدب .
فما أحكم قول الله وقول رسوله بأن المرأة لا تُمتع غير عين زوجها بجمالها ، ولا أذناً غير أذنه بحلو كلامها ، ولا أنفاً غير أنفه بشذا عبيرها ، لتكون بذلك في حصن حصين وسياج من الصون متين ، بعيدة عن أنظار الآخرين .
زينة المرأة
فزينة المرأة وظهور جمالها بين الرجال غواية وإغراء ، وشرارة تُضْرِمُ ما كَمَنَ في نفوسهم من شهوة حيوانية ، كما أن رؤية الطعام وشم رائحته يوقظان الشهية ، فالعين هي بريد الزنى والشهوة ، والنفس لا تشتهي إلا ما تقدم العين لها ولذلك أمر الله تعالى الرجال أن يغضوا من أبصارهم واتبعها بقوله تعالى 🙂 ويحفظوا فروجهم( (1) .. [ النور : 30 ] ومعنى ذلك أن النظر بريد الزنى .
لقد حذَّر الله عز وجل المؤمنين والمؤمنات مما يثير شهواتهم وشهواتهن ، فلم يشدد التحذير من الزنى فحسب ، بل مما يدعوا إلى الزنا فقال تعالى 🙂 ولا تقربوا الزنا( [ الإسراء : 32 ] يريد سبحانه وتعالى بذلك أن اجتناب عمل الفاحشة ليس هو كل ما يجب على المؤمن والمؤمنة ، بل ينبغي أن يبتعد كل منها عما يقوده إلى الزنى من مغريات ، وأن لا يقرب من متعة العين ولذة البصر أو الأذن أو أي حاسة من الحواس الأخرى ، لأن من يقترب من التيار الجارف لا بد غارق فيه ولا بد هالك ، مهما قويت ذراعاه فالتيار الشديد يجذب إليه الأجسام الطافية التي تحوم حوله وتتعرض له فيجترفها وما هي إلا لحظات حتى يبتلعها .
يا أيتها المؤمنات المسلمات اسمعن قول الله عز وجل 🙂 وقل للمؤمنات يَغْضُضْنَ من أبْصارهنَّ ويحفظْنَ فُرُوجَهُنَّ ولا يُبْدِينَ زينَتَهُنَّ إلا ما ظَهَرَ مِنْها ، وليضربْنَ بخُمُرهِنَّ على جيوبهن ولا يُبدينَ زينَتَهُنَّ إلا لبعولَتِهِنَّ أو آباء بعولتهنَّ أو أبناءهنَّ أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانِهنَّ أو بني أخواتهنَّ أو نساءهنَّ أو ما مَلَكَت أيْمانُهُنَّ ، أو التَّابعين غَيْر أولي الإِرْبَةِ مِنَ الرَّجَال أو الطِّفْل الذين لم يَظْهَروا على عورات النِّساءِ ، ولا يَضْربْنَّ بأرجُلِهنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخفينَ من زينتهنَّ ، وتوبوا إلى الله أيُها المؤمنون لعَلَّكُم تُفلحون( [ النور : 31 ] .
أيتها المؤمنات اعلمن أن الخمار في قوله تعالى 🙂 وليضربْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيوبهنَّ ( هو ما يغطي الرأس وأن الجيب هو فتح الصدر ، وأن الله تعالى يأمر كل مؤمنة بأن تغطي صدرها وعنقها بالخمار لا رأسها فحسب إذ يقول تعالى 🙂 وليضربن بخمرهن على جيوبهن ( هذا صريح جداً في وجوب الخمار الساتر لرأس المرأة وصدرها .
إذاً فمن خلعته فكشفت عن رأسها أو صدرها فإنها لم تحترم أمر الله تعالى فتصبح بذلك من العاصيات لله تعالى .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الأصل ) ويحفظن فروجهن( ولعله سبق قلم من المؤلف رحمه الله ، لأن تمام الآية ما أثبتناه ، ولأن الكلام عن الرجال كما هو ظاهر .
أيتها المسلمات انتبهن لقول الله تعالى 🙂 ولا يُبْدِن زِينَتهن( إذ إنه لم يعين زينة فإن ذلك يدل على أن كل عضو قد يكون فيه زينة وفتنة ، وأن المرأة المؤمنة التقية هي التي تخاف من عقاب الله وغضبه والزينة هي كل ما يضفي حسناً وبهجة .
وقال رسول الله r : العين تزني وزناها النظر (2) فينبغي للمسلم التقي أن يلزم الحياء والعفاف حتى ينجو من الزلل .
فلو احتشمت المرأة واجتنبت التبرج والخلاعة في مشيتها وتكلمها لما انتشر هذا الفساد ، إذ من المحال أن تصان الأعراض وكرامة الأسر إلا بالاحتشام والغض من البصر ، فكم من نظرة جرَّت إلى الخراب والشقاء وفّرَّقت بين الأزواج ، وأشقت الأبناء ، والنظرة أصل البلاء .
كيف تقبل المرأة الشريفة العفيفة عرض جمالها في الطرق والمجتمعات ، سلعة تتداولها الأعين ، وكيف يرضى لها حياؤها أن تكون مبعث إثارة شهوة في نفس رجل يراها ، إنها لو فكرت في ذلك الأمر لا حمرت خجلاً ولسترت جمالها وزينتها عن الأعين الوقحة