أيها الخطباء …رفقا بالأمة !!
أن العجب أن ترى طائفة من الخطباء والدعاة لايفتأون يحمسون الشباب ، ويدعونهم إلى الجهاد ضد القوات الأجنبية ووصفهم بالغزاة والمحتلين الأشرار ، ويذكون في صفوف الناس جذوة الجهاد نحو هؤلاء ، ثم إذا تحركت في الشباب حمية الجهاد ، وسرت فيهم روح الغزو والاندفاع نحو القتال والهجوم ، ففجروا ودمروا وقتلوا !!! لا يفرقون بين معاهد وحربي ، ولا مستأمن وذمي ، بل ولا مسلم وغيره !!عادوا إلى الظهور – أعني أولئك الخطباء – في أجهزة الأعلام منددين بهذه الأعمال المدمرة ، ووصفها بالفساد في الأرض والحرمة ، ومخالفتها لشرع الله تعالى والحكمة ؟! متباكين على ما حل بالأمة ؟! مع أنها كما قيل : نتائج مقدمات ، قدمها أولئك الخطباء والدعاة ! وبنيان أس أسسوه ، وثمرات زرع زرعوه ، فأثمر هذه الثمار المرة !!
فلا ندري هل هو الجهل وقلة العلم الشرعي والمعرفة بمنهج السلف ، والخبرة بالواقع ؟!
أم هو التلون والتغير حسب الأحوال ، ولبس ما يناسب الزمان والمكان من اللباس ، حسب المصلحة المتحققة ، ومحافظة على الجاه والسمعة ، أو رفعا للضرر عن النفس والإتباع !!
أم هو التخبط والاضطراب الذي سببه البعد كما قلنا عن منهج أهل الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ،والتتلمذ لمشايخ حركات التكفير والمناهج البدعية ؟!! والتأثر بكتاباتهم وكتبهم الفكرية العصرية ! التي لا يزالون ينشرونها ويشيعونها بين الشباب ، ويمجدونها ويمدحونها ، ويحذرون من نقدها والتعرض لها بالقدح ، وفيها ما فيها من المخالفات لعقيدة السلف ،لا سيما فيما يتعلق بقضايا السياسية الشرعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج على الأئمة ، وتهييج العامة عليهم ، وتقليد الكفار في المظاهرات والاعتصامات والثورات ،والتي تنتهي بالصدام مع الأنظمة والقتال ؟!!
ثم يسمى هذا زوراً وبهتانا وإفكاً افتراء على الله تعالى ، ودينه ، جهادا في سبيل الله تعالى ؟!!! وتنزيل آيات الجهاد عليه وأحاديثه ، وما جاء في فضله وما أعدّ الله عز وجل لأهله في الدنيا من العز والتمكين والرفعة والسناء ، وفي الآخرة من الدرجات العلي والنعيم المقيم ؟! .
وأين الجهاد من الإفساد ؟؟! وأين ثمرات الجهاد العظيمة ،ورفع كلمة الله في الأرض ، وعلو شأن المسلمين ، وانتشار دعوتهم،،، من هذه الأفعال الخارجية ، والحركات الحرورية ، والقتل بلا تمييز بين مؤمن وغيره ، واستعداء الصديق والعدو على أهل الدين والإسلام ، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين ، وضرب الجماعات الإسلامية والجمعيات الخيرية في كل مكان ، والحد من نشاط الدعاة والوعاظ وحتى مجالس العلم والعلماء يتضررون بهذه الأفعال الفوضوية اليائسة ، والتي تهدم ولا تبني ، وتشتت ولا تجمع ، وتضر ولا تنفع ، التي طالما حذر منها علماؤنا ،،، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وللحديث بقية ،،،
وآخر دعوانا أن الحِمدلله رب العالمين ….