حكم الجهاد في العراق – الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
يا شيخ، أريد الذهاب إلى العراق للجهاد لكن هناك أناس تقول : تحت أي راية تقاتل، فما الحكم ؟ بارك الله فيكم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه.. وبعد:
فالجهاد فريضة عظيمة من قام بها حسب ماشرع الله تعالى أجراً عظيماً ومن وضعها في غير موضعها، أو خالف ما قرره علماء المسلمين وفقهاؤهم فقد عبد الله تعالى بشرع غير شرعه، وأثم من حيث يظن حصول الأجر.
ومن شروطه: وجود الراية المسلمة المرفوعة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «ومن قُتل تحت رايةٍ عُمِّية، يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة، فليس من أمتي، ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي بذي عهدها فليس مني» رواه مسلم (3/ 1477) وفي رواية: «ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبته، فقتل فقتلةٌ جاهلية» فقوله: «راية عمية» من العلماء وهي الضلالة، كالقتال لأجل الهوى والعصبة والعصبة، وقال أحمد بن حنبل والجمهور: هي الأمر الأعمى، لا يستدين وجهه. قال ابن راهويه: كتقاتل القوم للعصبة.
شرح مسلم (12/ 238).
وقوله: «يغضب للعصبة ويقاتل للعصبة» معناه: أنه يقاتل لشهوة نفسه، وغضبه لها، وعصبية لقومه وهواه. فهذا شأن القتال في العصبيات والأهواء، فكيف إذا كان تحت راية ملحدة، تحارب الإسلام والمسلمين كالبعثية الكافرة التي يرفعها النظام العراقي، فكيف يقاتل المسلم تحت ظلها وينصرها؟!!
فلا بد أن يكون القتال في سبيل الله ، كما في حديث أبي موسى الأشعري قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن الرجل يقاتل شجاعة ، ويقاتل حمية ، ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا ، فهو سبيل الله . رواه الإمام مسلم (3\ 1513 ) وهذا النظام بعثي يقوم على محاربة الإسلام .
فالواجب عليك الدعاء للمستضعفين المسلمين في العراق وغيره من بلاد المسلمين، وأن يخلص الله المسلمين من الطغاة المستبدين، وأن يسلط عليهم جنداً من جنده، وما يعلم جنود ربك إلا هو.
وأما الاستعانة بأهل الكتاب في دفع شر دولة البعث فقد تكلم علماؤنا فيه وإنه جائز للضرورة الملجئة إليه، فراجعه في الصفحة (www.alathry.com) تحت «موضوع الساعة». وكتب \ محمد الحمود
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
تراكض البعض في مبايعة طاغية العراق لمجرد أنه رفع بعض الشعارات الإسلامية، بالرغم من ماضيه القبيح في حربه للإسلام وفتكه بالمسلمين، وبالرغم من استمرار حاضره على منواله بالمعروف، فهل تقبل الشريعة الإسلامية مبايعة طاغية سفاح يعلن الكفر منهجاً له لمجرد مدحه لبعض شعارات الإسلام؟ وما رأي الشريعة فيمن بايع أو أيد أو ناصر هذا الطاغوت؟
الجواب:
لا ريب أن مبايعة مثل هذا الطاغوت ومناصرته من أعظم الجرائم، ومن أعظم الجناية على المسلمين وإدخال الضرر عليهم؛ لأن من شرط البيعة أن يكون المبايع مسلماً ينفع المسلمين ولا يضرهم.
أما حاكم العراق فهو بعثي ملحد قد أضر المسلمين بأنواع من الضرر في بلاده، ثم اعتدى على جيرانه، فجمع بين أنواع الظلم علاوة على ما هو عليه من العقيدة الباطلة البعثية، ولو أظهر بعض الشعارات الإسلامية، فالمنافقون يصلون مع الناس ويتظاهرون بالإسلام، وذلك لا ينفعهم لفساد عقيدتهم، وقد أخبرالله عنهم سبحانه في كتابه العظيم بصفاتهم الذميمة وأخلاقهم المنكرة
وأخبر أن مصيرهم هو الدرك الأسفل من النار يوم القيامة، كما قال تعالى: {إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاًü مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلاَءِ وَلاَ إِلَى هَؤُلاَءِ} (النساء: 142، 143) الآية، وقال عز وجل: {إِنَّ الْـمُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراًü إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا} (النساء: 145، 146)، نسأل الله لحاكم العراق وأنصاره من الظالمين أن يردهم إلى الهداية، وأن ينقذهم مما هم فيه من الضلال، وأن يكفي المسلمين شرهم وشر غيرهم، إنه خير مسؤول.
والله الموفق للصواب، لا رب سواه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
مجموع فتاوى ومقالات (7 \387 ) .