مقالات مختارة

عمل بجهل وتصرف بغير حكمة

 

قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –  مشيرا إلى       ( الذين يتصرفون بغير حكمة ) ، قائلاً :

( …… وأعْني بهم أولئك : الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس ؛ زعما منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله !

والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا ، فازداد تشويه الإسلام بنظر الغربيين ، وغير الغربيين !

ماذا أنتج هؤلاء ؟ !

هل أقبل الكفار على الإسلام ؟! أو ازدادوا نفرة منه ؟!

وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطِّي وجهه ، لئلا يُنسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروِّعة ، والإسلام ُ بريء منها ، الإسلام بريءُ منها .

حتى بعد أن فُرض الجهادُ ، ما كان الصحابة يذهبون إلى مجتمع الكفار يقتلونهم – أبدًا – إلا بجهاد له راية ، من ولي قادر على الجهاد .

أما هذا الإرهاب ، فهو  والله نقص على المسلمين – أُقسم بالله – لأَننا نجد نتائجه بلا نتيجة أبدًا ، بل بالعكس ،فإن فيه تشويه السمعة .

ولو أننا سلكنا الحكمة ، فاتقينا الله في أنفسنا ، وأصلحنا أنفسنا – أولا –  ثم حاولنا إصلاح غيرنا بالطرق الشرعية – ثانيا – ، لكان نتيجة هذا نتيجة طيبة . اهـ  (1) .

فأشار الشيخ رحمه الله تعالى إلى طريق الخلاص : تقوى الله تعالى في السر والعلن ، في النفس والمال والأهل والولد ، ثم دعوة الخلق إلى الخير والهدى ، كما أرشد الله تعالى الخلق إلى ذلك بأوجز لفظ ، وأعظم معنى في قوله  جل وعلا ] وَالْعَصْرِ *  إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ * وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [ ( العصر  : 1-4 ) .

فاللهم نسألك أن ترينا الحق حقا وترزقنا اتباعه ، وترينا الباطل باطلا وترزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل .

آمين يا أرحم الراحمين .

زر الذهاب إلى الأعلى