مختارات عامة

قصيدة دار البقاء – لزين العابدين

قال في قصيدة تكتب بماء الذهب، روعة في الالفاظ ،عذبة في المعاني،

تدل التائهين إلى ما خلقوا له وتيقظ النائمين

قال رحمه الله :

اعمل لدار البقاء رضوان خازنها ** الجارأاحمد والرحمن بانيها

أرض لها ذهب والمسك طينتها **والزعفران حشيش نابت فيها انهارها

لبن محض ومن عسل** والخمر يجري رحيقا في مجاريها

والطير تجري على الاغصان** عاكفة تسبح الله جهرا في مغانيه

 من يشتري الدار بالفردوس يعمرها **بركعة في ظلام الليل يخفيه

او سد جوعة مسكين بشبعته **في يوم مسغبة عم الغلا فيها

النفس تطمع في الدنيا وقد **علمت ان السلامة منها ترك ما فيها

أموالنا لذوي الميراث نجمعها** ودارنا لخراب البوم نبنيها

لا دار للمرء بعد الموت يسكنها **الا التي كان قبل الموت يبنيها

فمن بناها بخير طاب مسكنه** ومن بناها بشر خاب بانيها

والناس كالحب والدنيا رحى** نصبت للعالمين وكف الموت يلهيها

فلا الاقامة تنجي النفس من** تلف ولا الفرار من الاحداث ينجيها

تلك المنازل في الافاق خاوية **أضحت خرابا وذاق الموت بانيها

أين الملوك التي عن حظها غفلت* حتى سقاها بكاس الموت ساقيها

أفنى القرون وافنى كل ذي **عمر كذلك الموت يفني كل ما فيها

نلهو ونامل امالا نسر بها **شريعة الموت تطوينا وتطويها

فاغرس اصول التقى ما دمت مقتدرا **واعلم بانك بعد الموت لاقيها

تجني الثمار غدا في دار مكرمة **لا من فيها ولا التكدير ياتيها

الاذن والعين لم تسمع ولم تره **ولم يجر في قلوب الخلق ما فيها

فيالها من كرامات اذا حصلت **وياله من نفوس سوف تحويها

زر الذهاب إلى الأعلى