التهجد في النوازل
السؤال (150):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
نرجو الإجابة على هذا السؤال:
ما حكم صلاة التهجد في النوازل، والدعوة لها لصلاتها في جماعة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فصلاة التهجد أو التراويح جماعة سنة مؤكدة في رمضان، لما روى مالك في الموطأ (1/ 115) والبيهقي (2/ 496): أن عمر بن الخطاب أمر أبي بن كعب وتميماً الداري، أن يقوما بالناس بإحدى عشرة ركعة.
وخرج ذات ليلة والناس يصلون، فقال: «نعمت البدعة هذه» رواه البخاري (2010).
وهذا يدل على أنه لم يسبق لها عمل في عهد عمر رضي الله عنه بين الصحابة وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم صلاها ثلاث ليال أو أربع، ثم تركها خوفاً أن تكتب على أمته، حتى أحياها عمر رضي الله عنه.
والقاعدة الشرعية: أن ما وجد سببه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله فإنه ليس بسنة، إذْ أنه لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه ولا شراً إلا وحذرهم منه.
وكذا عهد الخلفاء الراشدين من بعده.
فلا يشرع إقامة التهجد جماعة بالتداعي لها والتجمع لإقامتها، إلا في رمضان، هكذا كان العمل في عهد الخلفاء الراشدين، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور…» الحديث. رواه أحمد وغيره.
لكن لو اتفق ذلك من غير تداع فلا بأس، لما ورد: أن ابن عباس رضي الله عنهما بات عند خالته ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقام إلى جنبه ابن عباس يصلي بصلاته، رواه البخاري وغيره.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.