مجالسة أهل البدع
السؤال :
ما حكم ترك مجالسة ومخالطة أهل البدع والأهواء؟
الجواب:
هذا هو الصواب والحمد لله، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {و إذا رأيتَ الذينَ يَخُوضونَ في آيَاتِنا فأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فيِ حَديثِ غَيرِهِ و إمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيطانُ فلاَ تقعُدْ بَعدَ الذِّكْرَى معَ القَومِ الظَّالِمينَü وما علَى الذينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهم مِّن شيءٍوَلكِن ذِكْرَى لَعلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (الأنعام:68،69)
فيأمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يفارقوا من يرونه يخوض في آيات الله تعالى بالكفر أو التكذيب والاستهزاء أو التحريف والتبديل لمعناها، وإذا نسي فعليه إذا ذكر أن يقوم.
قال مجاهد في (الذين يخوضون): هم الذين يقولون في القرآن غير الحق.
وقال ابن العربي: وهذا دليل على أن مجالسة أهل الكبائر لا تحل.
وقال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تُركت مجالسته وهُجر.
قال: وكذلك منع أصحابنا الدخول إلى أرض العدو ودخول كنائسهم والبيع، ومجالسة الكفار وأهل البدع، وألا تُعتقد مودتهم ولا يُسمع كلامهم ومناظرتهم. نقله القرطبي في تفسيره (7/ 12، 13). وانظر الاعتصام للشاطبي.
وكذلك قول الله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله} (آل عمران: 7).
روى البخاري (8/ 209) عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية{هو الذي أنزل عليك الكتاب} إلى قوله: {أولوا الألباب} قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا رأيت الذين يتَّبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى اللهُ، فاحذروهم».
فالأصل في مجالسة أهل البدع والأهواء أنها لا تجوز ، إلا إذا اضطر المسلم لذلك، أو دعت الحاجة لمناظرتهم وإقامة الحجة عليهم ممن يقدر على ذلك من أهل العلم، لا غيرهم.
والله أعلم