من أحكام الوضوء والصلاة
السؤال (172):
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س 1- من توضأ للصلاة وأراد أن يصلي سنة الوضوء قبل أن يشرع في صلاته الفريضة أن الراتبة قبل الفريضة فهل يصلي سنة الوضوء ثم يصلي الراتبة (مثل راتبة الظهر) أم الأفضل أن يشرع مباشرة في الراتبة وينوي معها سنة الوضوء؟ وهل من يصلي سنة الوضوء ثم الراتبة أجره أعظم ممن يصلي الراتبة وينوي معها سنة الوضوء؟ وكذلك بالنسبة لسنة الوضوء قبل الصلاة المفروضة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهل وهو على كل شيء قدير، ونسأله مزيد التوفيق لنا ولكم في القول والعمل وبعد:
والجواب لأسئلتكم:
ج 1- من توضأ للصلاة المفروضة ـ بعد الأذان فإنه يكفيه أن يصلي السنة الراتبة للظهر مثلاً عن سنة الوضوء، ولا يشرع له أن يصلي سنة الوضوء ثم السنة الراتبة، لأنه بذلك سيصلي ستاً قبل الظهر! وهذا لا يعلم في السنة المطهرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن يتابع السنة ، أعْظم أجراً ممن يجتهد على غير هدي نبوي صحيح.
س 2- إذا دخل الإنسان المسجد وأراد أن يصلي تحية المسجد في وقت مثلاً الظهر، فهل الأفضل أن يشرع براتبة الظهر وتكفي عن تحية المسجد، أم يصلي تحية المسجد ثم راتبة الظهر؟
ج 2- وكذا تحية المسجد، فإنه يغني عنها أن يصلي الإنسان راتبة الظهر أو غيرها، وإذا دخل المسجد وقد أقيمت الصلاة، فصلى مع الجماعة، فإن صلاته للفريضة تغنيه عن تحية المسجد، لأن المقصود بتحية المسجد أي صلاةٍ يصليها المرء قبل جلوسه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يصلي ركعتين» متفق عليه.
س 3- ما الذكر المجزئ الذي يقال بين السجدتين ، وهل يمكن تكرير هذا الذكر قبل التسبيح في الركوع والسجود، حيث أن صلاة النبي عليه السلام كانت متناسبة، وكان يطيل الجلوس بين السجدتين حتى يقال إنه نسي؟ وكذا عند الاعتدال من الركوع ، هل يمكن تكرير الذكر حتى يتناسب طوله مع قيامه في صلاته ، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
س 4- وهل يمكن الدعاء بما يشاء الإنسان بين السجدتين بعد قوله الذكر المجزئ؟
ج 3، 4- كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الجلسة: «اللهمَّ اغْفِرْ لِي وارْحَمنِي واجْبُرْنِي وارْفَعْنِي واهْدِنِي وعَافِنِي وارْزُقْنى» رواه أبو داود وابن ماجة (وفيه ضعف).
وتارة يقول: «رب اغْفِرْ لِي، رب اغْفِرْ لِي» رواه ابن ماجة.
ويمكن تكرير هذا الذكر ، مثل التسبيح في الركوع والسجود، ولا يشرع إنشاء دعاء ههنا غير ما ورد في السنة، لأنه ليس من مواضع الدعاء المطلق ، وللمصلي أن يدعو بما يشاء في سجوده ، وكذا يدعو بعد التشهد والصلاة الإبراهيمية.
أما تكرير الذكر بعد الاعتدال من الركوع ، فورد عنه ذلك صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ، أنه كان يكرر قوله: «لربي الحمد ، لربي الحمد» حتى يكون قيامه نحواً من ركوعه ، كما في سنن أبي داود والنسائي بسند صحيح.
ويراجع ما كتبه شيخنا العلامة الألباني رحمه الله تعالى صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.