أرشيف الفتاوى

قراءة «يس» في المقبرة – القسم على الله

السؤال (174):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تجوز قراءة سورة يس في المقبرة أي بعد الوفاة وهل يوجد لهذه السورة فضل؟
2- هل يجوز القسم على الله كأن يقول (أقسمت عليك يا الله أن…)
3- هل يجوز تقديم سور القرآن بعصها على بعض كأن يُقدِّم سورة الناس على سورة الفلق؟
الجواب:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وآله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.
وبعد:
1- فالصحيح الراجح من قولي العلماء أنه لا يصل ثواب قراءة القرآن للميت لعدم الدليل على صحة هذا العمل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من عمل علماً ليس عليه أمرنا فهو رد» متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.
بل السنة الواردة بخلافه.
منها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعلها لأمواته من بناته وزوجاته وأقاربه الذين ماتوا في حياته.
ولم يفعلها الصحابة رضي الله عنهم من بعده صلى الله عليه وسلم.
فدل على أنه عمل غير مشروع.
ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.
وأما سورة يس فلا نعلم أن فيها حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل وردت أحاديث ضعيفة في فضلها، مثل حديث: «اقرؤوا على موتاكم (يس)» رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وغيرهم.
وفيه: مجهولان ونقل الحافظ ابن حجر في التلخيص (153) عن الدارقطني قوله: هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن. ولا يصح في الباب حديث.
ومن تلك الأحاديث الضعيفة:
«يس قلب القرآن» رواه أحمد،
وحديث: «من قرأ يس كل ليلة غفر له» رواه البيهقي في شعب الإيمان،
وغيرها، وهي كلها لاتصح كما قلنا،
لكن جاء عن بعض التابعين أن قراءتها تسهل على المحتضر وغيره، والله أعلم

.
2- أما القسم على الله تعالى:
فقد روى مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره» رواه الإمام أحمد ومسلم.
أي هذا الرجل الأشعث أي: ثائر الشعر لفقره، المدفوع بالأبواب، أي: يدفع عند إرادته الدخول على الأعيان والحضور في المحافل، احتقاراً له، لكن هو عند الله عظيم كريم لإيمانه وعمله، إذ أنه لو حلف على الله ليفعل شيئاً لأبره، أي: أبر قسمه وأوقع مطلوبة إكراماً له، وصوناً ليمينه عن الحنث.
ولا شك أن هذا منزله ليست لكل الناس، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في أول الحديث «ربَّ» وهي كما هو معلوم للتقليل، فلا يطمع في هذه المنزلة، من ليس له كبير إيمان وعمل صالح مدخر عند ربه جل وعلا.
3- أما تقديم سور القرآن بعضها على بعض، فلا حرج فيه سواء كان في الصلاة أو خارجها، لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى ذات ليلة بالبقرة، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها. رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه.
لكن الأفضل مراعاة الترتيب، وهو الأكثر من فعله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم قرأ ليلة وهو وجع السبع الطوال» رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح. ومعلوم أن السبع الطوال هي: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال.
وكان يقرأ بالأعلى والغاشية في الجمع والأعياد، وغير ذلك من الأحاديث التي فيها مراعاة الترتيب.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى