الشرب بعد أذان الفجر
السؤال :
رجل شرب ماء بعد أذان الفجر بخمس دقائق ، بعد أن تأكد أن السماء سوداء فما الحكم؟
الجواب:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد قال الله تعالى:<وكُلوا واشربوا حتى يَتَبين لكُم الخيطُ الأبيضُ منَ الخيطِ الأسودِ من الفجرِ> [البقرة: 187].
أي أن طلوع الفجر هو غاية الأكل والشرب ، ولا يجوز الأكل والشرب بعده ، وطلوع الفجر يعرف بأذان المؤذن الثاني إذا كان يؤذن في الوقت ، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها:«إن بلالاً كان يؤذن بليلِ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُـلووا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر» رواه البخاري (4/136).
فإذا أذن المؤذن الأذان الثاني ، وكان يؤذن في الوقت ، وجب الإمساك عن الطعام والشراب ، وهذا قول جمهور أهل العلم من الصحابة والتابعين وغيرهم.
لكن قد جاءت رخصة فيمن سمع الأذان وهو يتسحر، وذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه».
رواه أبو داود: (2350) وأحمد (9468) وهو صحيح.
فإذا كان السائل قد أكل بعد انتهاء الأذان بخمس دقائق ، فإنه يلزمه قضاء هذا اليوم على الأحوط ،،،
وأما رؤيته للسماء وأنها كانت سوداء ، فلا يعتد بها ، لأنه لا يمكن تميز الخيط الأبيض من الخيط الأسود في المدن التي تنتشر فيها الإضاءة والأنوار.
والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
5/ رمضان /1416هـ