العمل في البنوك الربوية وحكم الرواتب السابقة
السؤال :
شخص يعمل بأحد البنوك الربوية ، وهو لم يعلم بأن العمل في هذا البنك حرام ، وعلم بعد ذلك ، وهويعول أسرة كبيرة ، هل يستمر بالبنك ويسعى على عمل آخر حلال ، أو أن يتركه فوراً ويسعى للبديل الحلال؟
الجواب:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه.
أما بعد:
فقد قال الله تعالى: <وأحلَّ اللهُ البيعَ وحرَّم الرِّبا فمَنْ جاءهُ مَوْعِظةٌ مِنَ ربِّـه فانْـتهى فلهُ ما سَلف وأمرُهُ إلى اللهِ وَمَـنْ عادَ فأولئكَ أصْحابُ النَّـارِ هُم فيها خَـالدون. يمحقُ اللهُ الرِّبا ويُرْبي الصَّدقاتِ واللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كفَّـارٍ أثِيْمٍ>. [البقرة: 275 ـ 276].
فما سبق لك من العمل في هــذا البنك الربــوي قبــل أن تعلم حكمه ، لا شيء عليــك فيه، وكـذا الرواتـب التي أخـذتها ، لقوله تعالى في الآية السابقة: <فمَنْ جاءهُ مَوْعِـظةٌ مِنَ ربِّـه فانْـتهى فلهُ ما سَلف وأمرُهُ إلى اللهِ>.
وأما بقاؤك في العمل بالبنك الربوي ، فلا يجوز بعد العلم بحرمته ، لقوله تعالى في الآية: <ومَنْ عادَ فأولئك أصُحابُ النَّـارِ هُم فيها خَـالدون>.
وقد قال تعالى أيضا: <وتَعاوَنوا على البرِ والتقْوى ولا تعَاونوا على الإثْم والعدْوان>. [المائدة: 2].
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لعن الله آكل الربا وموكله ، وكاتبه وشاهديه ، وقال: هم سواء» رواه مسلم.
وعليك أن تجدَّ في طلب عمل مباح وتتوكل على الله ، وتتجنب المكاسب والأعمال المحرمة ، وقد وعد الله عبادة المتقين الفرج والرزق ، فقال تعالى: <وَمَنْ يَتَقِ اللهَ يَجْعَلْ لهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ومن يتوكل على الله فهو حسبه >. [الطلاق: 2 ـ3]
وقال ( ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا ) الطلاق : 4 .
وقال تعالى: <وَفي السَّماءِ رِزْقُـكُم وَما تُوْعَدُون> [الذاريات: 22]
وبالله تعالى التوفيق .
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم