الاقتراض بالربا للعلاج
السؤال :
رجل علاجه في الخارج ومعه تقارير بذلك ، وليس عنده مال إذ التكاليف كبيرة ، والدولة لا ترسله هل يجوز له أن يقترض من البنك الربوي بداعي الضرورة ؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه وسلم.
أما بعد:
فإن ما ذكره السائل ليس بضرورة تبيح له ما حرمه الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: (وأحل الله البيع وحرم الربا). [البقرة: 275] .
وقوله: <يا أيُّها الذينَ آمنوا اتقُوا اللهَ وذَرُوا ما بَقِي مِنَ الربا إنْ كُنتُمْ مؤمِنين. فإنْ لَمْ تفْعلوا فأذنوا بحربٍ مِنَ اللهِ ورسُوله>.
[البقرة: 278ـ 279]
بل وفي جميع الشرائع السماوية .
وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، في الحديث الصحيح : «لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال : هم سواء». رواه مسلم والترمذي .
فما ذكر السائل لا يعتبر مسوِّعاً له لعقد الربا ، ولوجود وسائل أخرى يمكن أن تسد حاجته كالاقتراض الحسن ، وكالجهات الخيرية ، وعليه أن يلجأ أولاً إلى الله تعالى القائل : <أمَّنْ يُجِيبُ المضطرَ إذا دعاهُ وَيَكْشِفُ السوءَ> [النمل: 62] .
والقائل سبحانه: <وَمَنْ يَتَقِ اللهَ يَجْعَلْ لهُ مخْرجاً ويرزقهُ مِنْ حيثُ لا يحتسب . وَمَنْ يتوَكْل على اللهِ فهو حَسْبه>. [الطلاق: 2 ـ3] .
فشفاء الأمراض ، وتفريج الكروب ، إنما يكون بتقوى الله سبحانه ، والاستقامة على أمره وشرعه ، لا بمعصيته ومحاربته بالربا أو غيره من الكبائر .
وفق الله الجميع لطاعته والعمل بمرضاته.
وصلى الله على محمد وآله وسلم