أرشيف الفتاوى

الدف في الأعراس

 

السؤال ( 91 )

ما رأيكم في الفرح الذي لا يضرب فيه بالدف ، بل يقام فيه دس ديني تتكلم المحاضرة فيه عن أمور الزواج والحقوق الزوجية وما شابه ذلك فقط .
وما رأيكم كذلك في فرح أيضا لا يضرب فيه بالدف ولا يقام فيه درس ديني بل يعد فيه برنامج ، تشرف على إدارته مجموعة من الأخوات الطيبات والبرنامج كالتالي :
بعد بسم الله والحمد لله والثناء عليه سبحانه ، قصائد ، ثم ألغاز ، طُرف ، شرح حديث أم زرع ، أناشيد ، فقرة شعرية ، مسابقات وأسئلة ، ويتخلل الفقرات فوائد إيمانية عن شكر النعم … وهكذا . أفيدونا جزاكم الله خيرًا .

الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد :
فإن إعلان النكاح والضرب عليه بالدف مستحب ، وكذا الغناء الذي فيه ترحيب بالحاضرين ، وثناء على العرسين ، وما أشبه ذلك ، للأحاديث التي وردت في ذلك ومنها :
1- ما رواه أحمد (3/418) والترمذي (1088) والنسائي (6/127) وابن ماجة (1896) وغيرهم عن محمد بن حاطب الجمحي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” فصل ما بين الحرام والحلال : الضرب بالدفوف والصوت ” وهو حديث حسن .

2-ما رواه الإمام البخاري (9/202) عن الرُّبَيع بنت معوذ : ” جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني عليَّ فجلس على  فراشي كمجلسك مني ، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف …… ” .

3- ما رواه البخاري أيضا (9/225) عن عائشة أنها زفَّت امرأةً إلى رجل من الأنصار ، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ” يا عائشة ، ما كان معكم لهوٌ ؟ ! فإن الأنصار يعجبهم اللهو ” .
قال الإمام أبو محمد بن قدامة في المغني (9/467) : ويستحب إعلان النكاح والضرب به بالدف . قال أحمد : يستحب أن يُظهر ويُضرب فيه الدف ، حتى يشتهر ويعرف ، وقال : لا بأس بالغزل في العرس ، بمثل قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار : ” أتيناكم أتيناكم ، فحيونا نحييكم ، لولا الذهب الأحمر ما حلَّت بواديكم ، ولو لا الحبة السوداء  ما سُرَّت عذاريكم ” ( وانظر الفتح 9/226) .

وقال أحمد أيضا :يستحب ضرب الدف والصوت في الإملاك ، فقيل له : ما الصوت ؟ قال : يتكلم ويتحدث ويظهر .

فالسنة إذن إعلان الزواج بما تقدم .
ولا بأس بعد ذلك ، من وجود من يذكر النساء بحقوق الزوجية ، وآداب العشرة بين الزوجين ، أو الاستفادة من الوقت بما ذكر في السؤال .
والله أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

زر الذهاب إلى الأعلى