الإجبار على الزواج !!
السؤال (112)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أنا في حيرة من أمري فأنا مشكلتي تكمن في زواجي من ابن عمتي أو شخص آخر أتقبله أكثر من ابن عمتي ، وكلاهما غير ملتزم ولكن على خلق ، والأهل كلهم يفرضون علي ابن عمتي ، ولكني أتقبل الشخص الآخر وهو ليس من قبيلتنا ، وصليت استخارة في الاثنين ، وأرى نفسي متجهة إلى الآخر الغريب ، فهل في حالة إصراري على الغريب معصية لأهلي ؟
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام ، على رسول الله وعلى آله وصحبه ، ومن اهتدى بهداه .
وبعد :
فليس للأب ولا للأم أن يجبرا ابنتهما على الزواج بمن لا تريد ، ولو كانت بكرا ، لأن من شروط صحة النكاح الرضا ، والدليل على هذا أحاديث منها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” لا تُنكحُ الأيم حتى تُستأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن ” فقالوا : يا رسول الله فكيف إذنها ؟ قال ” أن تسكت ” متفق عليه .
وروى أبو داود وابن ماجة : عن ابن عباس : أن جارية بكرا زوَّجها أبوها وهي كارهة ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت أن أباها زوَّجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم .
وهو مذهب الأوزاعي والثوري وأبو ثور وأصحاب الرأي وابن المنذر ، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم ، وهو القول الصحيح .
لكن إذا زُوجت المرأة مجبرة بناء على قول بعض أهل العلم فلا يفسخ النكاح ، إلا بطلب من المرأة أو وليها لأن حكم الحاكم ( القاضي ) يرفع الخلاف .
ونقول لهذه السائلة : لك أن ترفضي الزواج بمن يختاره لك الأهل ، وليس في ذلك معصية لهم ، لكن إذا كان تم رفض الشخص الصالح الملتزم بلا عذر ، فهذا يأثم عليه الإنسان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ” إذا أتاكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ” رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه .
والله أعلم .