حكم التلفاز
السؤال ( 114 )
ما هو قولكم في النظر إلى التلفاز ، مع ذكر سلبياته وإيجابياته وتوضيح ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين ، وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد :
فالتلفاز آله من الآلات التي يمكن استخدامها في الخير ، ويمكن استخدامها في الشر ، لكن الغالب على التلفاز في أيامنا هذه الشر ، والخير الذي فيه يسير ، والشيء إذا غلب شرُّه خيره يحرم ، كما قال عز وجل في الخمر والميسر : ( يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) ( البقرة : 219 ) .
فأخبرهم أن الخمر فيها ( إثم ) وهو ما يحصل بها من ترك المأمورات كالصلاة والذكر ، وفعل المحظورات كارتكاب الفواحش ، وفيها ( منفعة ) وهو ما يحصل من اللذة والتجارة فيها ، ثم بين لهم أن إثمها أكبر من نفعها اليسير ، ثم قطع تحريمها في قوله عز وجل : ( إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( المائدة : 90) .
ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمر وشاربها وبائعها وحاملها وعاصرها ومعتصرها ، كما ورد في الحديث الصحيح .
والتلفاز في وضعه الحالي فيه من المنكرات والإغراء بالمحرمات ، وعرض الصور الفاضحة ، وطرق ارتكاب الفواحش ، ومجالس الخنا ، والصد عن ذكر الله تعالى ، وعن الصلاة شيء كثير ، وفيه الغناء المصحوب بآلات العزف المحرمة ، بإجماع الفقهاء وعلماء المسلمين ، وشيء كثير ، يغلب ما فيه من قراءة القرآن أو ذكر الله تعالى .
وإذا قدرت المسلمة في بيتها ، ورب الأسرة في منزله ، على التحكم فيه ومنع ما يحرم من مشاهد محرمة ومعازف – وهو أمر نادر – جاز لهما إبقاءه في البيت ، أما مع الوضع السابق فلا يحل ، بل هو من الغش وعدم النصح للأسرة التي استرعاها الله تعالى الوالدين ، وقد قال عليه الصلاة والسلام ” ما من مسلم يسترعيه الله رعية ً ، يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته ، إلا حرَّم الله عليه الجنة ” متفق عليه .
وقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) .
قال علي رضي الله عنه في الآية : علِّموهم وأدبوهم .
بل إن عقلاء الغربيين اليوم يحذرون من مخاطر التلفاز على النشء والشباب والمجتمعات عموما ، من تشجيع لجرائم السرقة والنهب والاغتصاب والقتل والخطف وغير ذلك ، ويطالبون حكوماتهم بتقنين البث والرقابة على البرامج ، فهل نتذكر نتعظ ، فإن السعيد من اتعظ بغيره ومن جُنِّب الفتن .
لكن الآن – بحمد الله تعالى – قد وجدت قنوات فضائية إسلامية ، تغني المسلم عن القنوات العادية التي يختلط فيها الحق بالباطل .
فإذا وضع المسلم هذه القنوات ، كفته وأهله عن غيرها .
نسأل الله تعالى أن يقينا جميعا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن ، إنه هو السميع العليم .
والله تعالى أعلم ،،،
وصلى الله على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين .