أرشيف الفتاوى

من عجائب الإيمان باليوم الآخر

 

السؤال ( 117 )

هل الإنسان في سكرات الموت يرى الجنة ويصفها علما بأن النفس لم تخرج ( خلال أسبوع ) .
وأن الميتة قبل موتها وصفت :
1-أنها رأت بيتها .
2-زوجها وسمته علما بأنها غير متزوجة .
3-بشرت إحدى الأخوات بالفردوس الأعلى .
4-رأت الرسول صلى الله عليه وسلم .
5-تقول أنها استطاعت أن تغلب الشيطان .
وهل الإنسان عندما يموت يستطيع أن يسمع أهل القبور ؟
نرجو بيان القول الراجح .
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .. وبعد :
فقد ثبت في البخاري ( 1338 ) ومسلم ( 2870 ) من حديث أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : (( إن العبد إذا وُضع في قبره وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم ، فيأتيه ملكان فيُقعدانه ، فيقولان له : ما كنت تقول في هذا الرجل ، محمد صلى الله عليه وسلم ، فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيقول له : انظر إلى مقعدك من النار ، أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا )) .
فهذا يدل على أن الإنسان لا يرى مقعده ومنزله ومكانه من الجنة أو النار رؤيا عين إلا بعد الموت ، ومفارقة الروح للجسد وسؤال الملكين له في القبر .
أما رؤيا المنام فممكن .
وما ذكرت السائلة من كون المحتضرة أخبرت أنها رأت بيتها أو علمت اسم زوجها أو بشرت أحدا بالفردوس … إلخ ، فهذا لا يجزم بصحته ، لأنه من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى ، ومن شاء الله عز وجل من أنبيائه ورسله وملائكته .
ولذا فمن منهج أهل السنة أنهم لا يجزمون لأحد بجنة أو نار ، إلا من شهد له الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك .
لكنهم يرجون للمحسن الجنة ، ويخافون على المسيء من النار .

أما كون الميت يستطيع أن يسمع أهل القبور ، فنقول : كما قال تعالى : ( إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيم * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ  ) ( الانفطار : 13-14 ) .
وهذا كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله : في دورهم الثلاث : الدنيا والبرزخ والآخرة .
فلا يسمع الميت ما يكدره من عذاب من بجانبه إذا كان منعما في قبره .
وجاء في الحديث السابق : (( إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه ، إنه ليسمع قرع نعالهم )) .

وأما التقاء الأرواح بعضها ببعض ، فقد جاء في سنن النسائي ( 1729 ) في كتاب الجنائز :
باب ما يلقى به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه :
عن  أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :(( إذا حُضر المؤمن أتته الملائكة الرحمة بحريرة بيضاء ، فيقولون : أخرجي راضيةً  مرضيًا عنك ، إلى رَوْح الله وريحان ، وربٍّ غير غضبان ، فتخرج كأطيب ريح المسك ، حتى أنه ليناوله بعضهم بعضا ، حتى يأتون به باب السماء ، فيقولون : ما أطيب هذه الريح ، التي جاءتكم من الأرض ، فيأتون به أرواح المؤمنين ، فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه يقدم عليه .
فيسألونه : ماذا فعل فلان ، ماذا فعل فلان ؟ فيقولون : دَعُوه فإنه كان في غمِّ الدنيا ، فإذا قال : أما أتاكم ؟ قالوا : ذُهب به إلى أمِّه الهاوية .
وإن الكافر إذا احتضر أتته ملائكة العذاب بمَسْح فيقولون : اخرجي ساخطة مسخوطا عليك ، إلى عذاب الله عز وجل ، فتخرج كأنتن ريح جيفة ، حتى يأتون به باب الأرض فيقولون : ما أنتن هذه الريح ، حتى يأتون به أرواح الكفار )) .           ( والحديث صحيح ، انظر الصحيحة 1309 وصحيح الجامع الصغير  ( 490 ) .
والله أعلم .
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .

زر الذهاب إلى الأعلى