مقام النبوة والحرية المزعومة!
أعادت 17 صحيفة في الدنمارك نشر الصور الكاريكترية المسئية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى بعد محاولة قتل لأحد الرسامين لها ، ونسوا أو تناسوا أنها متعلقة بخاتم الأنبياء والمرسلين ، وسيد ولد آدم أجمعين ، وهو دعوة إبراهيم عليه السلام ، وبشرى عيسى عليه السلام في الإنجيل ، ومن اكتمل فيه الكمال الممكن في البشر ، خلقا وخلقا ، ومن حملت رسالته الرحمة للعالمين لو كانوا يعلمون ، ومن اعترف بفضله ومكانته ومنزلته عقلاؤهم ومفكروهم ، ولئن كان عيسى عليه السلام يحيي الموتى ، فقد أحيا هو عليه أفضل الصلاة والسلام أمما من البشر ، من العرب والعجم .
إننا نعتقد يقينا أن من انتقصه أو انتقص نبيا من أنبياء الله تعالى ، أن الله سينتقم منه ، إن عاجلا أو آجلا .
قال تبارك وتعالى ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابتا مهينا ) الأحزاب : 57 .
وهذا يشمل كل أذية قولية أو فعلية ، من سب أو شتم ، أو تنقص له أو لدينه ، فمن فعل ذلك ، فقد طرده الله من رحمته ، وأعد له العذاب المهين ، جزاء له على إهانته لرسوله صلى الله عليه وسلم .
ونعلم أيضا أن الله تعالى سيقطع دابره ، ويقطع عنه الخير كما قال ( إن شانئك هو الأبتر ) .
ولما قال له عمه أبولهب : تبا لك ! ألهذا جمعتنا ؟ انتصر الله سبحانه له ، وأنزل قوله تعالى ( تب يدا أبي لهب وتي * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب * وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد ) .
.بل حذر الرب العزيز من رفع الصوت عليه ، وأخبر أنه من محبطات الأعمال ، فقال عزوجل ( ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ) الحجرات .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله:
والذين قالوا عن الرسول أنه أبتر _ وقصدوا أنه يموت فينقطع ذكره _ عوقبوا بانبتارهم ، كما قال تعالى ( إن شانئك هو الأبتر ) الكوثر : 3 .
قال : فلا يوجد من شنأ الرسول إلا بتره الله ، حتى أهل البدع المخالفون لسنته . قيل لأبي بكر بن عياش : إن بالمسجد قوما يجلسون للناس ويتكلمون بالبدعة ، فقال : من جلس للناس جلس الناس إليه ، لكن أهل السنة يبقون ويبقى ذكرهم ، وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم ” . المجموع ( 13/172) .
وما رسوماتهم إلا كنبح الكلاب الذي لا يضر السحاب !
أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي سيبقى له رفع الذكر وكثرة الاتباع ، كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى
وقد أمر الله عزوجل رسوله صلى الله عليه وسلم بأن لا يبالي بالمشركين ولا بغيرهم من المستهزئين ولا تصده تلك الأقوال والأفعال عن دعوته ودينه ، فقال تعالى (نا كفيناك المستهزئين اي بك وبماجئت به ، بما شاء من انواع العقوبات
قال الشيخ السعدي رحمه الله : وقد فعل سبحانه ، فإنه ماتظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به ، إلا اهلكه الله ، وقتله شر قتله ” .
والله لايخلف الميعاد
ا