كذبة إبريل
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،،،
وبعد :
في اليوم الاول من شهر إبريل يمارس عدد كبير من الناس (الكذب) في مناسبة تسمى (كذبة ابريل) !!!
نقول للأسف الشديد الكثير من الناس يحتفلون بما يسمى بكذبة ابريل !
بل وكثير من الإذاعات أحيانا والصحف ووسائل الإعلام تفعله !! وفي العالم المتحضر خصوصا !!
وقد تسبب البعض بمشاكل كثيره للآخرين بسبب كذبة يصفها بأنها كذبه بيضاء !! أو يقصد منها المزح والترفيه عن النفس !
ولكنها ربما تسببت في خلافات زوجية ، وقد تهدم أسر ، وقد تؤدي لمشاكل بين الأصدقاء ، بل وبين الشعوب أحيانا إذا اتسعت وانتشرت !
وهي تعتبر في حقيقتها من الكذب ، والكذب لا يجوز ، ومعروف – حتى عند العقلاء وليس في الشرائع فقط – أنه من مساوئ الاخلاق ، وخوارم المرؤة .
وإسلامنا ولله الحمد حذرنا من الكذب ، وورد ذلك كثيرا في الكتاب والسنة ، بل إن هذاه الخصلة من أخص خصائص الكفر وأهله ، حتى يقال لغير المؤمن : مكذب .
قال تعالى ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) الحديد : 19
وقال (الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا فسوف يعلمون ) غافر : 7
وقال سبحانه ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل : 105 .
وغيرها من الآيات .
وأمر الله سبحانه بملازمة الصدق وأهله ، فقال سبحانه ( ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) التوبة : 119.
وورد في الحديث الصحيح : عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ” متفق عليه
ولم يأت في الشرع جواز ” الكذب ” إلا في أمورٍ معينة فقط وهي كما جاءت في الحديث الثابت :
الحرب ، فإن الحرب خدعة .
والإصلاح بين المتخاصِمين .
وكذب الزوج على زوجته والعكس ، لأجل المودة والصلح ، لا فيما يسقط الحقوق الواجبة .
فلم يأت في إسلامنا شهر يجوز أن نكذب فيه ، أو نستحل فيه الكذب ، او أن نفعل فيه مانريد بقصد المزاح والتسلية !!
بل جاء في الحديث الترهيب من ذلك ولو للضحك ، إذ يقول صلى الله عليه وسلم : ” ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ، ويل له ويل له ” رواه أبوداود والترمذي وأحمد.
بل إذا ما تسببت كذبة بأذى أو مشكلة لأحد ، فمن حقه أن يقاضي من كذب عليه لأخذ حقه بالقانون .
ولعل انتشار وسائل الإعلام اليوم مما يزيد في حجم الكذب إذا صدر عن الشخص ، لا سيما إذا كان معروفا ، مما يزيد في عظم الكذبة وإثمها ،،،
عفانا الله جميعا من ذلك ، وألهمنا الصدق في القول والعمل ، إنه سميع مجيب .