حكم المني – الذبح للسيارة – دم اللحم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين .
وبعد :
فجوابا للأسئلة الواردة منكم :
أولا : المني طاهر في قول عامة أهل العلم ، وهو بمنزلة المخاط كما قال ابن عباس رضي الله عنهما . وكذا رطوبة فرج المرأة .
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المسلمين بغسل ذلك ، وهو أمر تعم به البلوى ، فلو كان نجسا لأمرهم بغسله .
ثانيا : الذبح عند شراء السيارة إن كان على وجه الفرح بنعمة الله ، وشكرها ، فلا بأس ، وإن كان يعتقد المسلم أنه لا بد أن يذبح لئلا يصيبه مكروه في السيارة ، فهذا حرام لا يجوز ، فالنفع والضر بيد الله تعالى ، وعليه يتوكل المؤمنون .
ثالثا : إذا لامست يد الإنسان أو رجله نجاسة جافة فلا تنجس يده أو رجله إلا إذا كانت رطبة ، فإذا كانت كذلك غسلها فقط ، ولا يعيد الوضوء ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : كنا لا نتوضأ من موطئ .
أي : نغسل أثر النجاسة فقط ، ولا نعيد الوضوء .
رابعا : الدم الذي يكون في العروق في اللحم طاهر ، ولا يجب غسله إذا أصاب الثوب ، قالت عائشة رضي الله عنها : كنا نأكل اللحم والدم على القدر خطوط . رواه البخاري .
أي : على وجه الماء عند طبخ اللحم .
إنما المحرم الدم المسفوح : أي السائل الكثير ، أما دم الإنسان – غير دم الحيض _ فطاهر ، لا دليل على نجاسته ، على الصحيح من قولي أهل العلم .
خامسا : إذا مسح زوجك المكان النجس بالخرقة ( الفوطة ) المبللة فقد تنجست ، إلا إذا كان قد غسلها بعد ذلك بالماء ، أو كان الماء المستعمل كثيرا.
والأصل في الأشياء الطهارة ، ولا يحكم على شيء بالنجاسة إلا بيقين ، وبهذا يرتاح الإنسان ، ولا يحاسبه الله وهو لا يعلم بنجاسة الثوب أو المكان .
وعلى المسلم أن يترك الوسواس ، فإنه من الشيطان ، وهو حريص على إيذاء الإنسان وإيقاعه في الحرج والضيق ، قال الله تعالى ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ) .
والله أعلم ،،،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .