عدوان أصحاب السبت في يوم السبت !!!
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) إبراهيم .
في يوم السبت الماضي ، شن يهود غارات على أهل غزة المحاصرة ، وأوقعوا فيهم قتلى وصل عددهم إلى ثلاثمائة قتيل وما يقرب من تسعمائة جريح ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
وليس ذلك عليهم بغريب ! ولا جديد !
فعدوانهم على هذه الأمة وغيرها ، وغدرهم ونكثهم للعهود ، قد تكرر عبر التاريخ مرات ومرات .
فهم قتلة الأنبياء ! وأتباع الأنبياء ! والكفرة بما أنزل الله سبحانه ! ومحرفو كتب الله تعالى من التوراة والإنجيل ، وفيهم وفي آبائهم حصل المسخ لصور القردة والخنازير ، لما اعتدوا في يوم السبت ، كما حكى الله تعالى ذلك بكتابه بقوله ( ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين * فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين ) البقرة : 65 – 66 .
وذكر الله قصتهم مبسوطة في سورة الأعراف بقوله ( واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون ) الأعراف : 163 .
فقد أمرهم المولى جل جلاله أن يعظموا يوم السبت ويحترموه ، وألا يصيدوا فيه ، ولكنهم عصوا واعتدوا وتجرؤا وصادوا ، وتركوا أمر الله وما ذكروا به وراءهم ظهريا ، واستمروا على غيهم واعتدائهم .
قال تعالى ( فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ) أي : ممن نهاهم عن الصيد والعدوان يوم السبت ( وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) .
فقلبهم الله بأمره قردة تعاوى ، صاغرين ذليلين ، حتى كان القرد منهم يأتي قريبه فيشمه ويبكى ، والإنسي لا يعرف من هو ، ويكتفي بقوله : ألم نحذرك سطوات الله ؟ ألم نحذرك نقمات ؟ ونحذرك ونحذرك .. فيما ذكر أهل التفسير . ( انظر تفسير ابن جرير ) .
والممسوخ لا يعيش أكثر ثلاثة أيام ، ولا نسل له ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مسلم .
فهذه عقوبة الله تعالى لهم فيما مضى ، وما هي من الظالمين ببعيد !!
فإن سنن الله تعالى ماضية في خلقه ، لا تتغير ولا تتبدل ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) فاطر : 42.
فسنة الله عزوجل الجارية في الأولين والآخرين ، التي لا تتغير أن كل من سار في طريق الظلم والفساد ، والبغي والعناد ، والاستكبار على العباد ، أن تحل به نقمة الله ، وتسلب عنه نعمته .
فليترقب هؤلاء … ما فعل الله عزوجل .. الجبار القهار .. بأؤلئك !!
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) .