أرشيف الفتاوى

تسمية دولة اليهود باسم ” إسرائيل

 

السؤال :

هل يجوز تسمية دولة اليهود باسم ” إسرائيل ” أو اليهود بالإسرائيلين ؟

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه . أما بعد :

فهذه من تحريفات أهل الكتاب وتلبيساتهم الخبيثة !
فلا يجوز تسميتهم بذلك ، وإنما نسميهم بما سماهم الله تعالى به في القرآن : اليهود .
والتسمية بـ ” إسرائيل ” وإن كانت شائعة منتشرة في أوساط المسلمين ، فيسمون الدولة اليهودية الكافرة الخبيثة – المغضوب عليها بنص القرآن – باسم ” إسرائيل ” ، فيقولون : فعلت ” إسرائيل ” كذا ، وستفعل كذا ، إلا أنها هي تسمية خاطئة !

وذلك أن إسرائيل نبي كريم من أنبياء الله تعالى ، ألا وهو يعقوب عليه الصلاة والسلام ، الذي أثنى الله عليه مع أبويه الكريمين : إبراهيم وإسحاق في كتابه العزيز ، فقال تبارك وتعالى : ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ ﴾ .[ ص : 45 – 47 ] .
فهذه منزلة هذا الرسول الكريم في القرآن فكيف يلصق باليهود ، أو يلصقون به ؟!

ولا شك أن اليهود قد مكروا مكرًا كبارًا ، حيث تسموا بهذا الاسم الشرعي ، وأطلقوه على دولتهم الصهيونية المغتصبة ، وانتشرت هذه التسمية بين المسلمين ، الخاصة منهم والعامة ، في أحاديثهم وفي نشرات أخبارهم ، وفي صحفهم ومجلاتهم ، وللأسف الشديد !

وليس لهؤلاء اليهود اليوم أي علاقة دينية بنبي الله ” إسرائيل ” يعقوب عليه السلام ، ولا بإبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام ، لأنهم اليهود كفرة فجرة ، وأولئك رسل كرام بررة ، قال تعالى في ذلك : ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ . [ آل عمران : 68 ] .
ولا توارث بين مسلم وكافر .
وقال تعالى – مبرئًا خليله إبراهيم من اليهودية والنصرانية والشرك : ﴿ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ . [ آل عمران : 67 ] .
فأولى الناس بإبراهيم بل وسائر الأنبياء هم : المسلمون الذين آمنوا بهم ، وأحبوهم وأكرموهم ، وآمنوا بما أنزل عليهم من الكتب والصحف ، واعتبروا ذلك من أصول دينهم وإيمانهم ، فهم ورثتهم وأولى الناس بهم .

والمسلمون لا ينكرون أن بعض اليهود من نسل إسرائيل عليه السلام ، ولكنهم يجزمون أن اليهود من أعداء الله تعالى ، وأعداء رسله ، ومنهم : محمد ، وإبراهيم ، وإسرائيل عليهم الصلاة والسلام ،  ولا توارث بين الأنبياء وبين أعدائهم من الكافرين والملحدين .
والله تعالى أعلم ،،،

زر الذهاب إلى الأعلى