من جرائم العصر : الزنا بالمحارم
!!من جرائم العصر : الزنا بالمحارم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فإن الزنا كبيرة من الكبائر ، وعظيمة وفاحشة شنيعة ، لا يفعلها مؤمن مصدق بوعد الله ووعيده ، وقد جعله الله تعالى بعد الشرك به وقتل النفس المعصومة ، فقال سبحانه ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب ..) الفرقان : 68 – 70.
فهذه الذنوب العظيمة فيها فساد العالم كله ، فالشرك فيه فساد الأديان ، والقتل فيه فساد الأبدان ، والزنا فيه فساد الأعراض والنسل .
وقال تعالى ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) الاسراء : 32
وقال الإمام أحمد : لا أعلم بعد القتل ذنبا أعظم من الزنى .
وتزداد حرمة هذه الجريمة وبشاعتها إذا كانت بين المحارم !! إذ لا زنا أفحش على الإطلاق وأجرم وأخبث من الزنا بالمحارم !!
والزنا كما يعرفه الفقهاء : فعل الفاحشة في قبل أو دبر .
والمقصود بـ “زنا المحارم” هو ارتكاب الرجل فاحشة الزنا مع أحد محارمه من النساء ، كالزّنـا بأخته ، أو ابنته ، أو ابنة أخيه ، أو ابنة أخته ، عياذا بالله تعالى ، وهذا من أشنع الذنوب والمعاصي وأقبحها !
وحد هذه الجريمة وعقوبتها أعظم من عقوبة جريمة الزنا بغير المحارم ، وسواء كانت بعقد أو بغير عقد .
فقد بوب الإمام أبوداود في سننه في الحدود : باب في الرجل يزني بحريمه :
ثم روى عن البراء بن عازب رضي الله عنه ( 4457) : قال : لقيت عمي ومعه راية ، فقلت : أين تريد ؟ قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه ، فأمرني أن أضرب عنقه ، وآخذ ماله .
ورواه كذلك الترمذي والنسائي ( 6/90 ) وابن ماجة وأحمد وصححه الألباني .
وهو قول للإمام أحمد وغيره من الفقهاء .
* أما عن كيفية التوقي من ها الإنحراف :
فقد ذكر أهل العلم أن الحل يكمن في مجموعة من الأمور :
أولاً : لزوم الستر حتى عن المحارم ، وعدم المبالغة في التجمل أمامهم ، كلبس الضيق الفاضح أمامهم ، أو الشفاف ، أو لبس القصير العاري الذي يخرج الساق أو العضد أو الصدر .
ثانيا : تجنب كثرة المخالطة والمجالسة دون حاجة ، وكثرة المزاح ، ومس الجسم للجسم .
ثالثا : التفريق بينهم في المضاجع كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإغلاق الفتاة الغرفة عند تبديل الملابس ، أو إرادة النوم .
رابعا : تجنب الخلوة والسفر ، ممن يخاف منه الفتنة والشر ، أو ممن له سوابق سيئة .
خامسا : إبلاغ الفتاة أهلها عن التحرشات التي تحصل لها من القريب ، ثم النصيحة المباشرة له إذا كان جريئا ، وتحذير الأسرة منه إذا كان وقحاً متماديا ، وعدم التعامل معه بمجرد النية الطيبة ، ومنعه من الدخول على النساء .
سادسا : محاولة تقليص أو القضاء على منابع الفتنة في البيت ، كالقنوات الفضائية السيئة والإنترنت ، أو المجلات ذات الصور الفاتنة ، أو القصص الغرامية .
نسأل الله تعالى العافية للجميع من كل شر وبلاء ، ونعوذ به سبحانه من الفتن ماظهر منها وما بطن .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
والله تعالى أعلم.