أرشيف الفتاوى

تحليل الشخصية بالتواقيع ؟

السؤال :

نسأل عن ظاهرة انتشرت بين أوساط النساء والرجال ، وهي عبارة عن ورقة بها رسوم وأشكال معينة ، يقوم الشخص بتكملة الرسوم ، فيقوم بعضهم بتحديد ملامح شخصية هذا الفرد ، من خلال تكملته للرسم !!
نرجو منكم إيضاح الحكم الشرعي في هذا الموضوع ؟!

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،

أما بعـد :

فيعتبر هذا التحليل للشخصية من خلال الرسوم أو التوقيع ، ضرب من ضروب الكهانة العصرية ، ويدخل في العرافة والتنجيم ، وهو من الشرك بالله تعالى ، لأن فيه ادعاء لعلم الغيب ، وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) ( النمل : 65) .
وقال سبحانه ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول )  ( الجن : 26 – 27 ) .
فالله تعالى يخبرنا أنه المنفرد بعلم غيب السموات والأرض وحده ، والمختص بذلك ، فلا يعلم الغيب ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، إلا ما شاء الله إطلاع الملائكة والرسل عليه ، مما اقتضته حكمته .

ومثل تحليل الشخصية بالتوقيع : تحليل الشخصيات من خلال الأسماء ، فهذا أيضا من الكهانة ، وباب من أبواب الكذب على الله تعالى ، وهو كمن يزعم معرفة الطالع ، والسعادة والشقاوة ، في الحياة والزواج والأسفار وغيرها ، في قراءة الكفّ والفنجان ! والضرب بالحصى ، والخط في الأرض ، والتطير ونحوها من علوم أهل الجاهلية التي أبطلها الإسلام .
وهل هناك فرق بين خط وخط ؟ وفنجان وفنجان ، وكفّ وكفّ ؟!

وكل من يتعاط هذه الأمور يسمى صاحبها : كاهنا وعرافا ، فمن أتاهم أو سألهم لحقه الوعيد الوارد في السنة النبوية المطهرة ، فقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : ” من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين صلاة ” . رواه مسلم وأحمد .

وعن أبي هريرة والحسن رضي الله عنهما : عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أتى كاهنا أو عرافا ، فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ” رواه أحمد ( 2 / 429 ) والحاكم ( 1 / 8 ) وغيرهما.

ومثله نسبة السعادة والشقاوة ، وحُسُن الصفات و سوءها إلى الكواكب والنجوم  ، فيزعمون أنك إذا كُنت وُلدت في نجم كذا فأنت كذا وكذا ، من صفات أو سعادة ونحو ذلك مما هو رجم بالغيب ، وقول على الله بغير علم ، وافتراء على الله عز وجل .
وكله قائم على الظن والخرص المنهي عنه في قوله تعالى : ( إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ) ( الأنعام : 116) .

وللأسف الشديد فإن هذا الموضوع وغيره مما يشبهه مما انتشر في أوساط المسلمين ، بسبب الجهل بحقيقة التوحيد .
فالواجب الحذر والتحذير من ذلك ، ونشر التحذير بين المسلمين ، وخصوصاً في المساجد والمجالس ، والمنتديات والمواقع على الانترنت ، وغيرها مما يعرض فيها مثل هذه المواضيع .

والله أعلم ،،،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

 

زر الذهاب إلى الأعلى