قبض العلم بقبض العلماء !
الحمد لله الذي تفرد بالبقاء ، وقضى على كل حيّ بالفناء ، وصلى الله وسلم على ختام الأنبياء وإمامهم الذي خاطبه ربه بقوله 🙁 إنك ميت وإنهم ميتون ) الزمر : 30 .
توفي قبل أيام الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين رحمه الله رحمة واسعة
وجعل الجنة مثواه …
وإنا لله وإنا إليه راجعون …
وموت العلماء موت للعلم ، وقبض له ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
وقال تعالى: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) [الرعد: 41]، قال ابن عباس في رواية : خرابها بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها.
وكذا قال مجاهد: هو موت العلماء.
وحق للأمة أن تفخر بوجودهم وبعلمهم وبأعمالهم وبكتبهم .
فإن أهل العلم وطلابه وجودهم خير عظيم للأمة ، فهم منارات يهتدى بها، وكواكب يستضاء بها ، اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالته ، وحمل أمانته ، وميراث أنبيائه .
أمر المولى سبحانه بطاعتهم فقال ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) النساء .
وأولي الأمر هم : العلماء والأمراء كما قال أهل التفسير .
كما أمر سبحانه بالرجوع إليهم وسؤالهم فيما يشكل على الأمة أفرادا كانوا أو جماعات فقال : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [ النحل: 43].
وفي ضمن ذلك تحذير من مخالفتهم وإتباع غيرهم والزهد بهم ، فضلاً عن لمزهم وعيبهم والطعن عليهم ، وانتقاص آرائهم أو فتواهم ، وإقصاءهم عن مواقع اتخاذ القرارات ؟! فهذا كله من علامات الضلال ، والبعد عن الصراط المستقيم الذي كان عليه سلف الأمة الماضين .
وهو خطر ليس بعده خطر ، ليس على الأفراد وحدهم ، بل على الأمة بأسرها ، إذا تنكبت طريقهم ، وأعرضت عنهم .
كيف لا وقد استشهدهم المولى دون يقسة خلقه ، فقال ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم ) آل عمران .
وزكاهم سبحانه فقال ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) .
وسخر سبحانه الملائكة في السماء ، والطيور في الهواء ، والحيتان في الماء ، لتستغفر لهم ، كما ورد في الحديث الصحيح .
فنسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يجعل منزله في عليين ، مع الصديقين والشهداء والصالحين
كما نسأله تعالى أن يخلف على الأمة الإسلامية خيرا