دعاء أبي ضمضم
السؤال :
ما صحة دعاء أبي ضمضم : ” اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس … ” ؟
فقد سمعته من بعض الوعاظ والخطباء .
وجزاك الله خيرا
الجواب :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وآله وصحبه ،،،
وبعد :
فدعاء أبي ضمضم المذكور : ” اللهم إني تصدقت بعرضي على الناس … ” .
قد رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ( 66) عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أيعجز أحدكم أن يكون كأبي ضمضم ” قالوا : ومن أبو ضمضم ؟ قال : ” كان إذا أصبح قال : اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي لك ، فلا يشتم من شتمه ، ولا يظلم من ظلمه ، ولا يضرب من ضربه ” .
ورواه والبزار والعقيلي في الضعفاء عن أنس مرفوعا .
وفيه : شعيب بن بيان ، صدوق يخطىء يحدث بالمناكير ، يغلب على حديثه الوهم .
وبه أعله الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار ( 2/ 393) .
ورواه أبو داود مرسلاً ( 4887 ) عن عبدالرحمن بن العجلان مرفوعا .
والعجلان تابعي مجهول الحال .
ورواه أبو داود مقطوعا ( 4886 ) عن قتادة ، وسنده صحيح .
والحديث ضعفه الحافظ العراقي ، والعلامة الألباني في الإرواء ( 2366 ).
وقال العلامة أبو عبد الله المقدسي : إرساله أصح .
لكن يجوز الدعاء به لمن شاء ، لعدم تضمنه محذورا .
وقد قال تعالى حاثا على العفو والصفح عن الناس ، والإحسان إليهم ، فقال ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ( آل عمران :134 ) .
وقال سبحانه ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ) ( الشورى : 40 ) .
ومن أنواع الصدقة : كف الأذى عن الناس باليد أو باللسان ، كما في الصحيحين : عن أبي ذر رض الله عنه قلت : يا رسول الله ، أي الأعمال أفضل ؟ قال : ” الإيمان بالله ، والجهاد في سبيله ” قلت : فإن لم أفعل ؟ قال : ” تعين صانعا أو تصنع لأخرق ” ، قلت : أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : ” تكف شرك عن الناس ، فإنها صدقة ” البخاري ( 2518 ) ومسلم ( 84 ) .
قال تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ) ( النساء : 114 ) .
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم