الجمع بين قضاء رمضان وصيام شوال ؟!
السؤال
هل يصح الجمع بين نيتين في حال صيام المرأة للقضاء وبين صيام شوال الأيام الستة ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه .
أما بعد :
فهذه المسألة لها علاقة بما يعرف عند العلماء بالتداخل أو التشريك بين العبادات ، أي : الجمع بين عبادتين بنية واحدة .
وحكمها : أنها تصح في بعض الصور ، لا كلها .
فإن من العبادات ما يكون مقصودا لذاته ، ومنها ما يكون وسيلة لغيره وليس مقصودا لذاته .
فإذا كانت العبادة في الوسائل وليست مقصودة لذاتها ، فإنه يحصل بالجمع المطلوب من العبادتين ، كما لو اغتسل الجنب يوم الجمعة للجمعة ولرفع الجنابة ، فإن جنابته ترتفع ، ويحصل له ثواب غسل الجمعة .
فغسل الجنابة مقصود لذاته ، أما غسل الجمعة فوسيلة .
ومثلها : تحية المسجد مع فرض أو سنة أخرى ، فتحية المسجد غير مقصودة بذاتها، وإنما المقصود هو شغل المكان بالصلاة قبل الجلوس ، وقد حصل بأداء الصلاة .
وأما الجمع بين عبادتين مقصودتين بذاتهما ، كصلاة الفجر وراتبتها ، أو كصيام فرض أداءً – كرمضان – وقضاء كفارة أو نذر في آن واحد ؟ فهذا لا يصح أبدا ؟؟!
لأن كل عبادة مستقلة عن الأخرى ، ومقصودة لذاتها ، ولذلك لا تندرج تحت العبادة الأخرى ، ولا يصح الجمع بينهما .
فصيام شهر رمضان ، ومثله قضاؤه مقصود لذاته ، وصيام ست من شوال مقصود لذاته ، لأنهما معا كصيام الدهر ، كما صح في الحديث عند الإمام مسلم : من حديث أبي أيوب رضي الله عنه : قوله صلى الله عليه وسلم : ” من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال ، كان كصيام الدهر ” .
وأيضا : روى الإمام أحمد (5/280) والنسائي واللفظ له : من حديث ثوبان رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” صيام رمضان بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بشهرين ، فذلك صيام سنة ” وهو حديث صحيح ، وأورده الألباني في صحيح الجامع .
وقال أهل العلم : صيام شوال بعد رمضان ، كصلاة السنن الرواتب بعد الصلاة المفروضة ، وهي مما تكمل به الفرائض كما جاء في الحديث : ” التمسوا هل لعبدي من تطوع ” .
فهو مما يجبر ما حصل في الفريضة من خلل ونقص .
، ولذا فلا يصح التداخل فيهما ، والجمع بينهما بنية واحدة .
وقد اختلف العلماء :
فيمن صام شوال بنية القضاء عن شهر رمضان ، وبنية الست من شوال ، فهل يقع قضاء أم نفلاً ؟ أم لا يقع عن واحد منها ؟
فقيل : يصح قضاء .
وقيل : يقع نفلاً .
وقيل : لا يقع عن واحد منها.
والله تعالى
وصلى الله على نبينا محممد وآله وصحبه وسلم