تعريف النمص المحرم

السؤال :

ما هو النمص المحرم ، وهل يدخل تنظيف الوجه فيه ؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وآله وصحبه والتابعين ،،،
وبعد :

فالنمص هو نتف شعر الحاجب .
وقيل : هو نتف شعر الوجه .
والأول هو الأصح ، واختاره الإمام أبو داود في سننه ( 4/399) فقال بعد ذكره الحديث المحرم الآتي : والنامصة التي تنقش الحاجب حتى ترقه ، والمتنمصة المعمول بها انتهى .
ومما يرجح اختصاص النمص المحرم بالحاجبين ، ما جاء عن عائشة رضي الله عنها من الترخيص للمرأة أن تحف جبينها لزوجها ، وهو ما رواه عبد الرزاق في مصنفه : أن امرأة قالت : يا أم المؤمنين ، إن في وجهي شعرات أفأنتفهن أتقرب بذلك لزوجي ؟ فقالت : أميطي عنك الأذى ، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة .
وأخرجه الطبري ، كما قال الحافظ في الفتح .

وهذا يدل على أنه يجوز للمرأة إزالة شعر الوجه ونتفه ، عدا الحاجبين .

وقد ورد تحريم النمص للحاجبين في الحديث ، كما في الصحيحين : من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ” لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والنامصات والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله .
وقال عبد الله : ما لي لا ألعن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله : ( وما آتاكم الرسول فخذوه) .
والعلة في التحريم : تغيير خلق الله ابتغاء الحسن والجمال .
ولا فرق في تحريم ذلك بين المتزوجة وغيرها .
إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم استثناء المتزوجة من التحريم ، بل ورد العكس ، فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لم يرخص للمتزوجة في وصل شعرها ، مع إذن زوجها ، بل وأمره لها بذلك .

ففي الصحيحين والفظ للبخاري : عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة من الأنصار زوجت ابنتها فتمعط شعر رأسها – أي سقط – فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقالت : إن زوجها أمرني أن أصل في شعرها. فقال: ” لا ، إنه قد لُعن الواصلات ” .
ولا شك أن النمص والوشم والوصل من جنس واحد ، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم تحريمه بعلة واحدة ، هي تغيير خلق الله لأجل الحُسن كما ذكرنا .
وأجاز الحنابلة حلق الحاجب ، والصحيح حرمته لعموم النص ، ولأن التحريم يشمل قليل الشعر وكثيره ، سواء كان بنتف أو حلق أو غيره .

وأما صبغ الحاجب أو تشقيره ، فليس نتفا ولا حلقا ولا إزالة لشعر الحاجب ، فلا بأس به .
لكن تجتنب المرأة المسلمة المبالغة فيه ، دفعا لتهمة النمص عن نفسها .

والله تعالى أعلم ،،،

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه