حكم مدعي معرفة الغيب والمستقبل
السؤال :
ما حكم سؤال الكهان ، ومدعي معرفة الغيب والمستقبل ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد :
أما سؤال الكهان ، ومدعي معرفة الغيب والمستقبل ، بقراءة الفنجان ، أوالنظر في النجوم ، أو قراءة الكف ، أو الضرب بالرمل والودع ونحو ذلك ، فمحرم ومن الكبائر ، لأن علم الغيب من خصوصيات الرب تبارك وتعالى .
قال تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ) النمل : 65.
وقال سبحانه ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول ) الجن : 26 – 27 .
وروى مسلم في صحيحه : عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” من أتى عرافا فسأله عن شيء ، لم تقبل له صلاة أربعين يوما ” .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” من أتى كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ” رواه أبو داود .
قال البغوي : العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ، ونحو ذلك .
والمنجم يدخل في اسم العراف والكاهن ومعناه ، لأنه يدعي معرفة علم شيء من المغيبات .
وقد جاءت الأحاديث بأبطال علم التنجيم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” من اقتبس علما من النجوم ، اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد ” رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : ” أخاف على أمتي من بعدي خصلتين : تكذيبا بالقدر ، وتصديقا بالنجوم ” رواه أبو يعلى وغيره .
أي : خاف على أمته خصلتين : منها أنهم يصدقون بأن للنجوم والكواكب تأثيرات على الخلائق ، عند اقترانها أو تناظرها أو صعودها وهبوطها ، أي أنها أسباب لجلب الخير ، أو دفع الشر .
ومثله الاستسقاء بالنجوم الوارد تحريمه في الحديث .
وكل ذلك باطل مردود ، لأن النجوم والشمس والقمر وغيرها ، مسخرات مدبرات بأقدار الله تعالى ومشيئته ، لا أفعال لها ولا قدرة ولا مشيئة .
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد آله وصحبه وسلم