سجود اللاعبين
السؤال :
ما حكم سجود اللاعبين ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد :
أولا : نتحدث عن سجود الشكر في الشرع :
فنقول : هو سجدة واحدة ، يسجد المسلم عند حصول النعمة ، أو اندفاع نقمة .
ودليلها حديث أبي بكرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتاه أمر يسره أو بشر به ، خر ساجدا شكراً لله تبارك وتعالى . أخرجه أبو داود وابن ماجة ، وحسنه الألباني .
متى يشرع سجود الشكر:
قال الشافعي رحمه الله : سجود الشكر سنة عند تجدد نعمة ظاهرة ، واندفاع نقمة ظاهرة انتهى.
فسجود الشكر إذن يسن في حالتين:
1) يسن عند تجدد النعم ، كمن بُشّر بهداية أحد ، أو إسلامه ، أو بنصر المسلمين ، أو بشر بمولود ونحو ذلك .
2) ويسن كذلك عند اندفاع النقم والشرور ، كمن نجا من غرق ، أو حرق ، أو عدو ونحو ذلك .
أما صفة سجود الشكر:
فقد اختلف العلماء في صفة سجود الشكر ، فبعض العلماء يرى له الوضوء وستر العورة والتكبير ، وبعضهم يرى التكبيرة الأولى فقط ثم يخر ساجدا ، والصحيح أنه لا يشترط له الوضوء ولا استقبال القبلة بل يستحب ذلك مع ستر العورة .
وصفته : سجدة واحدة بلا تكبير ولا تسليم ، ويسجد حسب حاله قائماً أو قاعداً ،
ثم يقول سبحان ربي الأعلى ويكرر ذلك ثلاثًا أو أكثر ويدعو بما تيسر له من الأدعية .
وقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم مرات وأصحابه شكرا :
ففي ” المسند ” من حديث عبد الرحمن بن عوف : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد شكرا لما جاءته البشرى من ربه أنه من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه .
وفي سنن أبي داود : من حديث سعد بن أبي وقاص : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه فسأل الله ساعة ثم خر ساجدا ثلاث مرات ثم قال : ” إني سألت ربي وشفعت لأمتي ، فأعطاني ثلث أمتي ، فخررت ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الثاني فخررت ساجدا شكرا لربي ، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي ، فأعطاني الثلث الآخر فخررت ساجدا لربي “.
* وسجد كعب بن مالك لما جاءته البشرى بتوبة الله عليه ، ذكره البخاري .
* وذكر سعيد بن منصور : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه سجد حين جاءه قتل مسيلمة .
* وروى أحمد : عن علي رضي الله عنه أنه : سجد حين وجد ذا الثدية في قتلى الخوارج .
* أما بالنسبة لسجود اللاعبين فيجب أن نسأل أنفسنا أولاً : هل تسجيل الهدف يعتبر نعمة يشكر الله عليها أم لا ؟ فإذا كان نعمة ، فإنه يجوز أن يسجد لله شكرا عليها .
فاللاعب يسجد شكرا لله تعالى على نعمة توفيقه لإحراز هدف?! فهو يرى أن إحرازه لهذا الهدف نعمة تستوجب الشكر ؟!
لكن إذا نظرنا إلى اللعب بالكرة نرى انشغال اللاعبين بالكرة كثيرا ، وإغراقهم في اللهو والبعد عن ذكر الله ، وعن الصلاة أحيانا ، ووقوعهم في بعض المخالفات الشرعية ، ففي هذه الحالة لا يجوز سجود الشكر للاعب بلا شك ، لأن صاحبها واقع في معصية الله بما سبق ذكره .
ويرى بعض أهل العلم : أن سجود المسلم في أرض الكفار أمام الجماهير المنافسة وسيلة دعوية ؟
في حين يرى البعض أنها تجعلهم يعتقدون أنها حركة لاستفزازهم من قبل هذا اللاعب المسلم ، مما يشوّه صورة الدين الإسلامي في الخارج ويصد عن سبيل الله .
والله تعالى أعلم