فاحشة الزنا وسبل الوقاية منها
فإن من أعظم الفواحش التي حرمها الله في كتابه العظيم ، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتنفر منها الفطر السليمة ، والقلوب الطاهرة ، فاحشة الزنا ، التي هي من كبائر الذنوب ، وسبل الهلاك ، الداعية لكل شر وبلاء في الدنيا والآخرة ، قال تعالى محذرا : ( وَلا تَقْرَبُوا الفواحش ما ظهر منها ومابطن ) ( الانعام : 151 ).
قال الامام ابن القيم رحمه الله في مفاسد الزنا : ” فمفسدة الزنا من أعظم المفاسد ، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب ، وحماية الفروج ، وصيانة الحرمات ، وتوقي ما يوقع أعظم العداوة والبغضاء بين الناس ، من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وبنته ، وأخته ، وأمه ، وفي ذلك خراب العالم ، وكانت مفسدة الزنا تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنت جريمة الزنا بجريمة القتل في الكتاب والسنة ، قال الله تعالى: ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ ) [ الفرقان : 68] .
فقرن الزنا بالشرك وقتل النفس ، وجعل الجزاء ذلك : العذاب المضاعف المهين ، ما لم يتب العبد من ذلك ويعمل صالحا.
وقال سبحانه: ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) [ الإسراء: 32] فأخبر عن فحشه في نفسه، والفاحش هو القبيح الذي قد تناهى قبحه حتى استقر فحشه في العقول ، ثم أخبر عن عاقبته في المجتمع البشري بأنه ساء سبيلا فإنه سبيل هلكه وبوار وافتقار في الدنيا ، وسبيل عذاب في الآخرة وخزي ونكال .
ومما يدل على فحش الزنا وشناعته ما رتب الله تعالى عليه من الحد الصارم ، مع أنه سبحانه أرحم الراحمين ، قال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) [ النور: 2] .
وهذا حد الزاني البكر الذي لم يتزوج ، أما حد الزاني الثيب وهو الذي قد تزوج ووطئ زوجته ولو مرة في العمر ، فإنه يرجم بالحجارة حتى الموت .
وقد علق سبحانه فلاح العبد على حفظ فرجه من الزنا لا سبيل إلى الفلاح بدونه قال تعالى: ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) إلى قوله: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) [المؤمنون : 1-7 ].
فهذه الآيات تتضمن ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن من لم يحفظ فرجه لم يكن من المؤمنين المفلحين .
الأمر الثاني: أن من لم يحفظ فرجه فهو من الملومين .
الأمر الثالث: أن من لم يحفظ فرجه فهو من العادين المعتدين ، ففاته الفلاح ، وقع في اللوم ، واتصف بالعدوان .
والله تعالى كما بين حرمة الزنا وشناعته ، وحذر منه عباده ، وسوء عاقبته في الدنيا والآخرة ، فقد وضع السدود المنيعة ، والحواجز الكثيرة ، التي تحول بين العباد وبين تلك الجريمة المنكرة ، وتقيهم شر مخاطرها ، متى التزموا بها .
وهذه الحواجز هي :
أولا : أمر سبحانه بغض البصر الذي هو الأصل لحفظ الفرج عن الحرام ، وهو الوسيلة له ، فقال تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ ) [ النور: 30 ، 31 ] .
فلما كان مبدأ الوقوع في الزنا من قبل البصر ، جعل سبحانه الأمر به مقدما على الأمر بحفظ الفروج ، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر ، كما أن معظم النار مبدؤها من مستصغر الشرر ، فتكون نظرة ، ثم خطرة ، ثم خطوة ، ثم خطيئة ؟!
فمن أطلق نظرة إلى ما حرم الله ، من صور النساء الأجنبيات الفاتنات ، أورد نفسه موارد الهلاك ، وقد قال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : « يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى ، وليس لك الثانية » رواه أحمد وأبوداود والترمذي .
يعني بالنظرة الأولى : التي وقعت بدون قصد ، فهذه لا شيء عليك فيها ، إنما تؤاخذ بالنظرة الثانية والتي تكون عن عمد وقصد .
وقال أهل العلم : من غض بصره أورث الله قلبه حلاوة العبادة إلى يوم القيامة ، كما جاء في الآثار ، وكما أشارت إليه الآية الكريمة : ( ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ) .
ثانيا : أمر الله تعالى نساء المسلمين بالحجاب ، وهو ستر وجوههن وأجسامهن عن الرجال ، صيانة لهن وللرجال من الوقوع في الفاحشة ، قال تعالى: ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ ) [النور: 31].
وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) [الأحزاب: 59].
وقال تعالى: ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) [ الأحزاب: 53] .
ودعاة السفور والتحرر اليوم ينادون بهدم هذا الحاجز ، ونسف هذا السد المنيع ، بأن تخرج المرأة إلى الطرقات والأسواق بلا حجاب ولا ستر ؟! مخالفين بذلك كلام الله تعالى الصريح في كتابه ، ومحادين لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، يريدون بذلك للمجتمع السقوط في مستنقعات الرذيلة ، متابعين في ذلك كفرة الغرب والشرق ، لا وحي الله تعالى ( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) [ الكهف : 50] .
والمرأة التي هتكت الحجاب وألقته استجابة لهذه الدعاية الشريرة ، قد استبدلت طاعة الله بمعصيته ، ورضاه بسخطه ، وثوابه بعقابه ، فأساءت إلى نفسها وأساءت إلى مجتمعها ، وأطاعت المخلق في معصية الخالق .
ثالثا : منع الإسلام خلو الرجل بالمرأة التي ليست من محارمه ، لأن ذلك مدعاة إلى إغراء الشيطان لهما بالفاحشة ، مهما بلغا من التقوى والصلاح والدين ، ولو كان في طلب العلم الشرعي ، ففي الصحيحين : عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم » متفق عليه .
فمن خلا بامرأة لا تحل له فقد عصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعرض نفسه للفتنة ، سواء خلا بها في بيت أو مكتب أو في سيارة .
وقال صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين -: « إياكم والدخول على النساء» فقال رجل من الأنصار: أفرأيت الحمو ؟ قال : « الحمو الموت !» .
والحمو هو قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه ، فإذا كان قريب الزوج ممنوعا من الدخول على امرأته ، مع أنه قد يكون ذا غيرة عليها ، وعلى فراش قريبه ، فكيف بالأجنبي الذي يدخل على المرأة ، أو يخلو بها ولا يغار على حرمة صاحب البيت ، كصديق أو زميل عمل ؟ أو خادم أو سائق ؟!!
رابعا : حرم الإسلام سفر المرأة بدون محرم : لأن في ذلك ضياعا لها ، وتعرضا لخدش كرامتها ، كما أن فيه غيابا لها عن الرقيب من أوليائها ، والغيورين عليها ، وهي المرأة الضعيفة التي سرعان ما تخضع لافتراس الذئاب البشرية رغبة أو رهبة .
وفي الصحيحين : عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم ، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم » فقال له رجل : يا رسول الله: إن امرأتي خرجت حاجة وإني كُتبت في غزوة كذا وكذا ، قال : « انطلق فحج مع امرأتك ».
قال أهل العلم :
إن المرأة التي تسافر وحدها اليوم إلى الأقطار البعيدة للدراسة ، أو العمل ، أو زيارة أهلها ، أو للاجتماع بزوجها أو غير ذلك من الأغراض ، قد خرجت على هذه التعاليم النبوية ، ولم تؤمن بالله واليوم الآخر الإيمان الكامل الذي يردعها عن مخالفة الرسول واتباع ما جاء به ، رضي أدعياء المدنية الغريبة أم سخطوا ؟؟!
خامسا : حرم الإسلام تبرج النساء : وهو خروجهن بثياب الزينة ، وما لا يستر من الثياب ، كالضيق أو القصير أو الشفاف ، وكذا استعمال الطيب والعطر ، لأن ذلك مدعاة لجذب الأنظار إليهن ، ووسيلة ودعوة إلى وقوع الفاحشة ، قال تعالى: ( وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى?) [ الأحزاب: 33] .
وقد خالف كثير من نساء المسلمين اليوم هذه الآية الكريمة فصرن يلبسن أفخر ثياب الزينة ، أو ما لا يستر العورة ، ويتطيبن بأفخر الطيب عند الخروج إلى العمل أو الأسواق وغيرها ، وكفى بذلك إثما مبينا ؟!
وإذا كان خروج المرأة إلى المسجد للعبادة مشروطا بترك الزينة والطيب ، فكيف بخروجها إلى غير المسجد ؟ !
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أ: ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، ولكن ليخرجن تفلات » رواه أحمد وأبو داود
( وتفلات) يعني غير متزينات .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها» .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: كاسيات بلباس يصف البشرة ، ويبدي بعض تقاطيع أبدانهن ، كالعضد والعجيزة ، فهن كاسيات بلباس عاريات حقيقة انتهى .
سلدسا : ومن دواعي الزنا التي حاربها الإسلام : سماع الأغاني الماجنة بأصوات النساء الفاتنة ، فكيف إذا رافقها رقصهن الخليع ، وحركاتهن الماجنة ، وقد كثرت في وسائل الإعلام اليوم ، وسهل الحصول عليها في هذا الزمان للأسف الشديد ، وامتلأت بها بيوت كثير من المسلمين ، وسياراتهم ، وأجهزة هواتفهم ، وافتتن بسماعها كثير من الرجال والنساء والأطفال .
وقد ورد عن كثير من السلف تسمية الغناء بـ رقية الزنا .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله : فلعمر الله كم من حرة صارت بالغناء من البغايا ؟ وكم من حر أصبح به عبدا للصبيان أو الصبايا ؟ وكم من غيور تبدل به اسما قبيحا بين البرايا ، وكم من ذي غنى وثروة أصبح بسببه على الأرض بين المطارف والحشايا ؟ وكم من معافى وتعرض له فأمسى وقد حلت به أنواع البلايا ؟ وكم جرع من غصة ، وأزال من نعمة ، وجلب من نقمة ؟ وكم خبأ لأهله من آلام منتظرة ، وغموم متوقعة وهموم مستقبلة انتهى .
سابعا : ومن الوسائل الدافعة لجريمة الزنا : إقامة الحد على الزاني : بأن يجلد البكر مائة جلدة ويغريب ، أي : ينفى من بلده لمدة عام كامل ، وأما الثيب ( وهو من سبق له الزواج ) فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت ، وهي أشنع عقوبة ، وقد حث سبحانه على عدم التساهل في إقامة حد الزنا ، وعدم الرأفة بالفاعلين لهذا الجرم ، بتعطيل الحد أو الترفق في إقامته ، تراخيا في دين الله ، وأمر بإقامته في مشهد عام يحضره طائفة من المؤمنين ، فيكون أوجع للفاعل ، وأوقع في نفسه ونفوس المشاهدين ، قال تعالى ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور : 2.
فهذه مجمل السدود المانعة لفاحشة الزنا ، ومن تجنبها تجنب الوسائل المؤدية إلى هذه الجريمة القبيحة ( وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ النور: 31 ].
أما مجمل أضرار الزنا العظيمة ، ومضاره الوخيمة :
فمما لا شك فيه أن الزنا يجمع خلال الشر كلها ، ومن ذلك ما ذكره الامام ابن القيم رحمه في كتابه : ” روضة المحبين ” مأخوذا من نصوص الكتاب والسنة ، نذكرها باختصار ، وهي :
1- قلة الدين .
2- ذهاب الورع .
3- فساد المروءة .
4- قلة الغيرة .
5- غضب الرب .
6- سواد الوجه وظلمته .
7- ظلمة القلب وطمس نوره .
8- الفقر اللازم .
9- ذهاب حرمة فاعله ، وسقوطه من عين ربه ، ومن أعين عباده .
10- أنه يسلبه أسماء المدح ، من : العفة والبر والعدالة والثقة ، ويكسوه أسماء الذم كاسم الفاجر والخائن والفاسق والزاني .
11- أن الزاني يعرض نفسه للعذاب في تنور من نار ، أعلاه ضيق وأسفله واسع ، الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم فيه الزناة والزواني يعذبون .
12- أنه يفارقه الطيب ، ويستبدل به الخبيث الذي وصف الله الزناة به.
13- وحشة يضعها الله في قلب الزاني .
14- قلة الهيبة التي تنزع من صدور أهله وأصحابه وغيرهم له .
15- أن الناس ينظرونه بعين الخيانة ، ولا يأمنه أحد على حرمته وولده .
16- ضيق صدر الزاني وحرجه .
17- أنه يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين ، في المساكن الطيبة في جنات عدن .
18- أن الزنا يجرِّؤه على عقوق الوالدين ، وقطيعة الأرحام ، وكسب الحرام ، وظلم الخلق ، وإضاعة أهله وعياله .
19- أن هذه المعصية محفوفة بالمعاصي ، فهي لا تتم إلا بأنواع المعاصي قبلها ومعها وبعدها ، فهي تجلب شرور الدنيا والآخرة .
2- وجوب الحد على الزاني البكر مائة جلدة وتغريب عام عن وطنه ، ورجم الزاني الثيب ( الذي قد تزوج ) بالحجارة حتى يموت .
21- في الزنا ضياع الأنساب .
22- انتهاك الأعراض .
23- انتشار الأمراض الخطيرة وفشو الطاعون وانتشار الأمراض التناسلية المستعصية للعلاج غالبا وأهونها مرض الزهري .
24- تعريض المحارم للوقوع بالفاحشة ، فكما تدين تدان .
25- الإفلاس يوم الحساب من الأعمال الصالحة.
26- إنه يعرض الزاني الخائن يوم القيامة على الذي زنى بامرأته ، ليأخذ من حسناته ما يشاء ، وسوف لا يبقى للخائن حسنة .
27- شهادة الجوارح عليه من اليد والرجل والجلد والسمع والبصر واللسان ( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) [ النور: 24] .
* ومما يلتحق بالزنا في العذاب والفضيحة والعار في الدنيا الآخرة ، بل هو أشنع منه وأخبث ، عمل قوم لوط ، وهو إتيان الذكران من العالمين في أدبارهم ، وقد عذب الله أهله بالخسف ، وقلب الديار ، والرجم بحجارة من جهنم .
وقد لعن فاعله نبينا صلى الله عليه وسلم ، وجعل حده القتل ، سواء كان محصنا أو غير محصن ، واتفق الصحابة ومن بعدهم على قتله .
نعوذ بالله تعالى من غضبه وسخطه .
والحمد لله رب العالمين .