حقوق الزوج وحد طاعته
السؤال :
ما هي حقوق الزوج ، وحدود طاعته ؟
وهل يجب طاعة والدته أو خدمتها ؟
الجواب :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد :
فحق الزوج على زوجته أن تطيعه في كل شيء ، إلا في معصية الله تعالى ، وأن تحفظه في نفسها وماله ، وأن تترك فعل أي شئ يضيق به زوجها ، ولا تعبس في وجهه ، ولا تبدو في صورة يكرهها .
وقد جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ” خير النساء التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره ” رواه أحمد والنسائي.
وقد وصف الله سبحانه وتعالى الزوجات الصالحات ، فقال : ( فالصالحات قانتاتٌ حافظات للغيب بما حفظ الله ) ( النساء :34 ).
والقانتات : هن الطائعات . والحافظات للغيب : اللائي يحفظن غيبة أزواجهن ، فلا يخنه في نفس أو مال .
ومن عظم هذا الحق ، أن قرن الإسلام طاعة الزوج بإقامة الفرائض الدينية ، من الصلاة والصيام ، فعن عبد الرحمن بن عوف ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ” رواه ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه .
وأكثر ما يدخل المرأة النار ، عصيانها لزوجها ، وكفرانها إحسانه إليها ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ” أطلعت في النار فإذا أكثر أهلها النساء ” قيل : لم ؟ قال : ” يكفرن العشير ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خير قط ؟! ” متفق عليه.
وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ” إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشة فأبت أن تجئ ، فبات غضبان ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ” رواه مسلم .
وحق الطاعة هذا مقيد بالمعروف والأمور المباحة ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فلو أمرها بمعصية وجب عليها أن تخالفه .
ومن طاعتها لزوجها ألا تصوم نافلة إلا بإذنه ، وألا تحج تطوعاً إلا بإذنه ، وألا تخرج من بيته إلا بإذنه .
ومن حق الزوج على زوجته أن لا تدخل أحداً بيته يكرهه إلا بإذنه .
فعن عمرو بن الأحوص الجشمى رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” استوصوا بالنساء خيراً ، فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك ، إلا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع ، واضربوهن ضرباً غير مبرّح ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ، ألا إن لكم من نسائكم حقاً ، ولنسائكم عليكم حقاً ، فأما حقكم على نسائكم : فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ، ولا يأذن فى بيوتكم لمن تكرهون ، ألا وحقهن عليكم : أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن ” رواه النسائي في الكبرى ( 9124) وغيره .
ولنعلم أن الأصل في العلاقة بين الزوجين هي المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وأصل ذلك قول الله تعالى : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ، وللرجال عليهن درجة ) ( البقرة :229 ) .
فالآية تعطى المرأة من الحقوق مثل ما للرجل عليها ، إلا في الطاعة والقوامة ، فإنها للزوج .
فعلى كل زوجة أن تتقى الله في نفسها أولاً ، وفى زوجها لأنها إذا أرضت زوجها تكون قد أرضت الله سبحانه وتعالى ، ولتعينه على أرضاء الله في أمه ، فإن من أعظم الحقوق على الرجل حق الوالدين ، وهي أعظم صلة الأرحام .
وتذكري أيتها الزوجة : أنك سوف تكونين أماً في يوم من الأيام ، وسترين ثمرة معاملتك لزوجك وأهلة وأمه ، فإن الجزاء من جنس العمل ، ثم ربما نال زوجك دعوة بظهر الغيب من أمه أو أبيه ، تسعدكم وتدوم بها حياتكم الزوجية ، وتصلح بها ذريتكم .
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى ، وصفاته العلى ، أن يصلح الأزواج جميعا .
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم