موضوع الساعة

حكم السفر إلى بلاد الكفر

أعتاد كثير من المسلمين السفر إلى بلاد الكفر للتنزه والسياحة ، حيث الكفر وأهله وأحكامه ، وحيث يكون المنكر ظاهرا في تلك البلاد بل تحميه القوانين ؟! وتـأخذ الأسر المسلمة أولادها من الأطفال والبالغين في السفر ؟! فيروا تلك المنكرات اوالفواحش في الطرقات ، واستباحتها في الأماكن العامة والحدائق ؟ وغير مما هو أضر على الأبناء في دينهم وأخلاقهم من قتلهم ، كما قال سبحانه ( والفتنة أشد من القتل ) .
إضافة إلى الهدر العظيم للأموال ، واستفادة الأعداء منها ، وفي الدول الإسلامية من الأماكن السياحية ما يغني عن مثلها في دول الكفر والضلال والفساد .
وقد قال تعالى( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) التوبة .

 

وقد أفتى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله تعالى بحرمة السفر لتلك البلدان ، فقال :

” أما السفر إلى تلك البلاد التي فيها الكفر والضلال والحرية وانتشار الفساد من الزنى وشرب الخمر وأنواع الكفر والضلال ففيه خطر عظيم على الرجل والمرأة , وكم من صالح سافر ورجع فاسدا ، وكم من مسلم رجع كافرا ، فخطر هذا السفر عظيم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” أنا بريء من كل مسلم يقيم ! بين المشركين ” .
وقال أيضا : ” لا يقبل الله من مشرك عملا بعد ما أسلم أو يفارق المشركين إلى المسلمين ” . والمعنى : حتى يفارق المشركين .فالواجب الحذر من السفر إلى بلادهم ، وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك والتحذير منه .
اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة ، فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله ، فإن خاف على دينه الفتنة فليس له السفر إلى بلاد المشركين حفاظا على دينه وطلبا للسلامة من أسباب الفتنة والردة ، أما الذهاب من أجل الشهوات وقضاء الأوطار الدنيوية في بلاد الكفر في أوربا وغيرها ، فهذا لا يجوز ” .
بتصرف من كتابه مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – .

وسئل فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى :

ما حكم السفر إلي بلاد الكفار للترفيه مع العلم ، لأن الإنسان سيلتزم بزيه الإسلامي وواجباته والله الموفق ؟

الجواب :

لا شك أن السفر إلي بلاد الكفار خطر على الإنسان مهما كان في التقوى والالتزام والمحافظة فهو إما مكروه أو محرم ، إلا لحاجة والنزهة ليست بحاجة ففي بلاد الإسلام ، ولله الحمد من المنتزهات الكثيرة ما هو كفيل بإشباع رغبة الإنسان على الوجه المباح ولا حاجة به إلي بلاد الكفر ، ثم إن النفس أمارة بالسوء ، قد تسول له نفسه أن يفعل ما لا يحل له شرعاً في تلك البلاد ، التي لا تحل حلالاً ولا تحرم حراماً ، ثم إنه قد يألف ذلك سنة بعد سنة ، حتى يرغب في أولئك القوم ، ويحلو له ما يفعلون من عادات وغيرها مخالفة للشرع ، وحينئذٍ يقع في أمر لا يستطيع الخلاص منه .

ويقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله تعالى – في جواب آخر :

” لا يجوز للإنسان أن يسافر إلى بلاد الكفر إلا بشروط ثلاث :

الشرط الأول : أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات .
الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات .
الشرط الثالث : أن يكون محتاجا إلى ذلك مثل أن يكون مريضا ، أو يكون محتاجا إلى علم لا يوجد في بلاد الإسلام تخصص فيه فيذهب إلى هناك ، أو يكون الإنسان محتاجا إلى تجارة ، يذهب ويتجر ويرجع .
المهم أن يكون هناك حاجة ، ولهذا أرى أن الذين يسافرون ألى بلد الكفر من أجل السياحة فقط ، أرى أنهم آثمون ، وأن كل قرش يصرفونه لهذا السفر فإنه حرام عليهم ، وإضاعة لمالهم وسيحاسبون عنه يوم القيامة حين لا يجدون مكانا يتفسحون فيه أو يتنزهون فيه .
” بتصرف من كتاب شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ج الأول .

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين …

زر الذهاب إلى الأعلى