قصيدة مدح فى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
قصيدة مدح فى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها
لشاعر الرسول حسان بن ثابت رضي الله عنه
قال حسان بن ثابت يعتذر من الذي قاله في شأن عائشة رضي الله عنها :
حصانٌ رزانٌ ما تزنّ بريبة …… ….. وتصبح غَرثى من لحوم الغوافل
ِ
حليلةُ خير الناس دينا ومنصبا ………. نبي الهدى والمكرمات الفواضل ِ
عقيلة حي ٍمن لؤي ٍ بن غالب ……….. فِرام المساعي مجدها غير زائل ِ
مهذبةٌ قد طيّـب الله خَيمـها …………. وقاهـا من كل سـوءٍ و باطل
فان كنت قد قلتُ الذي قد زعمته ……….. فلا رفعت سوطي إلي أناملي
وإنّ الذي قد قيل ليس بلائط ………… بها الدهر بل قول امرءٍ بماحل
فكيف وودي ما حييت ونصرة ٍ………… لآل نبي اللـه زين المحافـل
له رتب عال على الناس كلهم ………… تقاصر عنه سَورةُ المتطاول
رأيتك وليغفر لك اللـه حـرة …………… من المحصنات غير ذات موائل
حصان رزان ما تزن بريبة …………… وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
انظر صحيح مسلم – فضائل الصحابة ( 4/1934 )
شرح المفردات :-
حصان رزان : العفيفة ذات الثبات والوقار .
تزن : تتهم .
غرثى : جائعة .
الغوافل : مفردها غافلة ، أي : هي التي لا ترتع في أعراض الناس ، وتقع فيهم .
وفي التنزيل ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) الحجرات : 12 .
وقوله ” من لحوم الغوافل ” يريد العفائف الغافلة قلوبهن عن الشر ، كما قال سبحانه ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَات ) النور : 23 .
جعلهن غافلات ، لأن الذي رمين به من الشر لم يهممن به قط ، ولا خطر على قلوبهن ، فهن في غفلة عنه ، وهذا أبلغ ما يكون من الوصف بالعفاف .
الخيم : الأصل .
العقيلة : السيدة الكريمة .
فلا رفعت سوطي إلي أناملي : دعاء على نفسه . وفيه تصديق لمن قال إن حسان رضي الله عنه لم يجلد في الإفك ولا خاض فيه .
لائط : لازم .
الماحل : من مُحلَ به إلى السلطان ، أي قال عنه شيئا لم يقله ، وافتُرِيَ عليه .
الرتب : الرتب ما ارتفع من الأرض وعلا ، والرتب أيضا : قوة في الشيء وغلظ فيه وهي استعاره من المجد والشرف .
والسورة رتبة رفيعة من الشرف ، مأخوذة من سور البناء .
الغوائل: جمع غائلة وهو الشر والفساد.