أرشيف الفتاوى

هل المني طاهر أم لا ؟!

   هل المني طاهر أم لا ؟! 

 

السؤال :

هل المني نجس ؟ وما حكم الثوب أو الفراش إذا أصابه المني ؟

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وآله وصحبه والتابعين ،،،
وبعد :

الصحيح من أقوال أهل العلم : أن المني ليس بنجس ، وذلك للأحاديث الصحيحة الكثيرة في البخاري ومسلم وغيرهما :

منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغسل الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيخرج إلى الصلاة ، وإن بقع الماء في ثوبه .
وفي رواية لمسلم : لقد كنت أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فركاً فيُصلي فيه .
وفي رواية مسلم ذكر لها سببا :
فعن عبد الله بن شهاب الخولاني قال : كنت نازلا على عائشة ، فاحتلمت في ثوبيّ فغمستهما في الماء ، فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها ، فبعثت إلي عائشة فقالت : ما حملك على ما صنعت بثوبيك ؟ قال : قلت : رأيت ما يرى النائم في منامه . قالت : هل رأيت فيهما شيئا ؟ قال : قلت : لا . قالت : فلو رأيت شيئا غسلته ، لقد رأيتني وإني لأحكه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم يابساً بظفري .

وهذا الغسل لا يدلّ على نجاسة المني ، إذ لو كان المني نجساً لأمرها النبي صلى الله عليه وسلم هو بغسله ، ولكن هذا الغَسل إنما وقع من عائشة رضي الله عنها ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم أقرّ عائشة على غسل المني إذا كان رطباً ، لكونه مما يستقذر فقط ، وليس لأنه نجس ، فيكون من السنة التقريرية.

وكذلك يدلّ على طهارته : أنه إذا كان يابساً كفاه الفرك بالظّفر ونحوه ، ليذهب أثر المني من الثوب ثم يُصلي فيه ، ولو كان نجساً لما اكتفت بمجرّد الفرك .
وكذا في إنكار عائشة رضي الله عنها على من بالغ في إزالة المني حتى غسل ثوبه ، ما يدل على أنه ليس بنجس ، لأن المقصود هو إزالة الأذى ، وليس التطهير ، كما قال ابن عباس : المني بمنزلة المخاط ، فأمطه عنك ولو بإذخرة .
وعلى هذا فالصحيح هو القول بطهارة المني ، وهو مذهب الإمام الشافعي والإمام أحمد ومن وافقهما .
فإذا أصاب المني الثوب فإنه يُغسل إذا كان رطباً ، ويحك إذا كان يابساً .
ولو غُسل على كل حال فلا حرج في ذلك .
ولو أصاب المني الفراش ، فلا حرج في النوم عليه .

وفي الحديث من الفوائد : خدمة المرأة لزوجها وتعاهدها لملابسه وفراشه ، وهذا من حسن العشرة .
وفيه : فضل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ، إذ نقلن للأمة الإسلامية من شرع الله تعالى ما يحتاج إليه الرجال والنساء ، من أفعال وأقوال النبي صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .

زر الذهاب إلى الأعلى