الأضحية غير الصدقة !
الأضحية غير الصدقة !
.
الأضحية والهدي غير الصدقة !
السؤال :
سمعنا من يقول : بأن الأضحية خارج البلد تكون صدقة ، وليست أضحية ؟!
فهل هذا القول صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، آله وصحبه أجمعين
وبعد :
فقوله هذا غير صحيح !
بل هو مخالف للأدلة الصحيحة ، ولاتفاق أهل العلم والفقه ، على جواز النيابة والتوكيل في ذبح الأضاحي والهدايا إذا كان النائب مسلما ، ولا تكون بذلك صدقة ؟؟ ولو لم يشهدها .
فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وكّل علياً رضي الله عنه بهديه وأضاحيه .
فقد روى الشيخان : عنه رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه ، وأن أقسم جلودها وجلالها ، ولا أعطي الجازر منها ، وقال : " نحن نعطيه من عندنا " .
وفي حجة الوداع ذبح النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين بدنة بيده ، وأكمل الباقي – وهي تمام المائة – عنه علي رضي الله عنه . رواه مسلم وغيره .
والنيابة تحقق بالإذن قولا ، كأن يقول له : أذنتك لك ، أو وكلتك ، أو اذبح هذه الشاة ، أو أن يرضى بذبحها أمامه من غير ممانعة .
وهكذا الهدي الذي يذبح في الحج ، ففي أيامنا يوكّل كثير من الحجاج في الحملات شركات المواشي في مكة ، المصرح لها بذبح الهدايا ، ولا يشهدونها ولا يرونها ، فهل تكون بذلك صدقات ؟؟!
لا يقول أحد بذلك !!
ثم إن الأضحية أفضل من الصدقة ، لأنها واجبة على الصحيح ، أو سنة مؤكدة عند بقية الفقهاء ، بل هي أفضل من عتق الرقبة عند المالكية ، فكيف تكون صدقة ؟!.
فلو تصدق المسلم بقيمة الأضحية في أيام الأضحى لم يكن مغنيا له عن الأضحية !
أما إن كان المقصود أنه يجب عليه أن يشهدها ويأكل منها ، فإن الأكل منها وشهودها سنة مستحبة عند جمهور العلماء ، لقوله تعالى ( فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر ) سورة الحج : 36 .
ولقوله صلى الله عليه وسلم : " كلوا وتزودوا " رواه البخاري .
ويستحب له الجمع بين الأكل منها ، والتصدق على الفقراء ، والإهداء للأقارب والجيران .
ولم يقل أحد بوجوب الأكل منها إلا الظاهرية .
لذلك فالأولى أن يبدأ المسلم بأن يضحي ببيته ، فيأكل منها ، ويحيي السنة النبوية بين أهله وأولاده ، فإن كان له قدرة على التطوع والزيادة ، دفع أيضا إلى اللجان الخيرية لتذبح له أخرى ببلاد المسلمين ، فيحيي السنة هناك ، ويطعم الفقراء والمحتاجين من إخوانه .
والله تعالى أعلم