لخيار الأصعب ؟؟!
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .
والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه ، محمد بن عبدالله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه ،،،
وبعد :
فالتغيير للأفضل ، والتقدم للأحسن ، والتطور للأسهل ، والقضاء على الأمراض ، وقضاء الحاجات ، مطلب الجميع اليوم عند الأمة الإسلامية وغيرها من أمم الأرض .
وإمام الشعوب للتغيير خياران :
الخيار الأول : وهو الخيار الأسهل للتغيير ، وهو الخيار الشرعي ، ويحصل بالرجوع إلى الله سبحانه ، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، قال الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد : 11 . فإذا غيّر العباد ما بأنفسهم من المعصية ، فانتقلوا إلى طاعة الله ، وقاموا بأوامره ، وتركوا ما حرم عليهم ، غيَّر الله حالهم من البؤس والشقاء ، والفقر والحاجة ، والمرض والضعف ، والخوف والمسكنة ، إلى الخير والسعادة ، والسرور والغبطة ، والرحمة والعافية ، والأمن والعزة .
أما الخيار الثاني : وهو الأصعب ، والأبعد عن نصوص الشرع ، وهو خيار التغيير بالاعتماد على النفس ، وعلى القوة البشرية ، واللجوء للسلاح ، وترك الصبر والاحتساب ، وهو خيارٌ عسر ، ومرتقى صعبٌ ، وطريق مليء بالعثرات ، وصاحبه متعرض للفتنة في نفسه ودينه ، كما حذّر المولى جل جلاله فقال ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور : 63 .
وصدق الله عز وجل إذ يقول ( فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى ) الليل : 5- 11.
ولنتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين ، إلا اختار أيسرهما ، مالم يكن إثما .
وهذه صفته في كتاب الله ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) التوبة .
فالطريق الصحيح للإصلاح والتغيير إذن : يبدأ بك أنت أيها المسلم ، وأنت أيتها المسلمة ، بالعودة إلى دين الله ، والعمل بأوامر الله ورسوله ، وبإقام الصلاة بأوقاتها ، وإيتاء الزكاة لأهلها ، والأمر بهما ، وبغيرهما من المعروف الذي يحبه الله ويرضاه ، والنهي عن المنكرات البغيضة إلى الله ، والمباعدة من رحمته .
اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت
يا سميع الدعاء ، والطف بنا يا لطيف.