فضل مقبرة البقيع
فضل مقبرة البقيع
السؤال : ما فضل مقبرة البقيع والدفن فيها ؟
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه
وبعد :
البقيع هو المقبرة الرئيسة لأهل المدينة النبوية منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً ، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره ، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع .
وقد وردت أحاديث كثيرة صحيحة في فضل من يدفن في مقبرة " البقيع " بالمدينة النبوية ، ولذا يتمنى كل مسلم أن يدفن في هذا البقيع ، ويحرص كل من عاش في المدينة النبوية أن يدفن في هذه المكان المباركة ، التي صح في فضلها أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله لأهلها.
ومنها :
1- شفاعة وشهادة الرسول صلى الله عليه وسلم لمن يموت بالمدينة عموما : فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها " .
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة .
2- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره وصلاته على أهل البقيع ، فقد كان صلى الله عليه وسلم يخرج إلى البقيع ليلا ونهارا ، ويحضر مشاهد من يتوفى من الصحابة ، ويسأل عندما يرى قبرا جديدا فاته أن يصلي عليه ، فيصلي عليه بعد أن يعاتب الصحابة عن عدم اخباره عن ذلك الميت ، ويقول : " إن صلاتي على الميت رحمة له " .
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع ، فيقول : " السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وأتاكم ما توعدون ، غدا مؤجلون ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد " .
وفي رواية له : " … إن جبريل أتاني .. فقال : إن الله يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم " .
3- قد دفن في مقبرة البقيع كثير من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبناته وزوجاته وعماته وأحفاده والألوف المؤلفة من صحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ، وفي مقدمتهم الخليفة عثمان بن عفان ، وخيار من جاء بعضهم من التابعين والعلماء ، وأولياء الله الصالحين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
لهذا يحرص أهل المدينة المنورة على الدفن في بقيع الغرقد ، حتى وإن قدر لهم الوفاة خارج المدينة لأسباب العلاج أو العمل وغيره .
وزيارة القبور عموما تشرع للاتعاظ بها ، وتذكر الآخرة ، بشرط أن لا يفعل عندها ما يغضب الرب سبحانه وتعالى ، ويخالف التوحيد أو الشرع ، كدعاء المقبورين ، والاستغاثة بهم من دون الله تعالى ، أو تزكيتهم ، والقطع لهم بالجنة ، أو أذيتهم والتعدي عليهم قبورهم ، ونحو ذلك .
والمقصود من زيارة القبور شيئان :
أ – انتفاع الزائر بذكر الموت والموتى ، وأن مآلهم إما إلى جنة وإما إلى نار ، وهو الغرض الأول من الزيارة .
ب – نفع الميت والإحسان إليه بالسلام عليه ، والدعاء والاستغفار له ، وهو خاص بالمسلم .
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينامحمد وآله وصحبه وسلم