أحوال الناس مع الدعاة
أحوال الناس عند دعوتهم إلى دين الله تعالى ، وإلى الحق الذي جاء به محمد نبي الله صلى الله عليه وسلم ، هي ثلاثة مراتب ، كما قال الإمام ابن القيم – رحمه الله – معلقاً على قول الله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) ( النحل : 125 ) .
قال : ” جعل سبحانه مراتب الدعوة ، بحسب مراتب الخلق ، فالمستجيب القابل الذكي ، الذي لا يعاند الحق ولا يأباه ، ُيدعى بطريق الحكمة .
والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخر ، ُيدعى بالموعظة الحسنة ، وهي الأمر والنهي المقرون بالرغبة والرهبة .
والمعاند الجاحد ، ُيجادل بالتي هي أحسن ” اهـ
ومن الحكمة : الدعوة إلى الله بالعلم الشرعي ، لا بالجهل ، ويذكر بكتاب الله ، وبحديث رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، كما قال ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) ق .
وقال سبحانه ( قل إنما أنذركم بالوحي ) الأنبياء .
ومن الحكمة : البداءة بالأهم فالمهم ، وبالأقرب فالأقرب ، وبما يتم قبوله قبل ما يصعب ..
ومن الحكمة : استعمال الرفق واللين ، في الدعوة والأمر والبيان .
ولا بد من الصبر بعد ذلك على أذى الخلق ، لأنهم يغضبون ممن يعارضهم في أهوائهم ورغباتهم ، ولهذا قال تعالى ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور ) لقمان .
والله سبحانه وتعالى أعلم