حكم الأضحية خارج البلد
حكم الأضحية خارج البلد
حكم الأضحية خارج البلد
السؤال :
هل يجوز أن أوكل إحدى اللجان الخيرية في ذبح أضحيتي خارج البلاد ، في أفريقيا مثلا أو غيرها ؟ وهل هي أضحية أو صدقة ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد:
نعم يجوز التوكيل في ذبح الأضحية وغيرها باتفاق الفقهاء ، لأن الوكيل يقوم مقام الموكل في تحصيل مقصوده .
والوكالة تعريفها عند أهل العلم هي : استنابة جائز التصرف مثله فيما تدخله النيابة ، بكل قول أو فعل دالّ عليه . ( انظر حاشية الروض المربع 5/203 ) وغيره .
والأصل فيها قوله تعالى ( والعَاملين عليها ) ( التوبة : 60 ) .
وهم الذين يجمعون الزكاة ويفرقونها .
وقوله تعالى عن أصحاب الكهف أنهم وكّلوا أحدهم ، فقالوا : ( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فلينظرْ أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزقٍ منه وليتلطف ) ( الكهف : 19) .
وجاء في الحديث الصحيح : عن عروة البارقي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم : " أعطاه ديناراً ليشتري به شاة أو أضحية ، فاشترى له شاتين … " الحديث ، أخرجه البخاري وأحمد وأبو داود وابن ماجة .
وقال في روض الطالب لابن المقري الشافعي (2/261) :
ما يقبل النيابة من العبادات : كالحج والعمرة والصدقة ، وتفرقة الزكاة ، والكفارة ، والذبائح كالأضحية والهدي والعقيقة ، لأدلة معروفة انتهى .
فيجوز التوكيل في ذبح الأضحية ، سواء أكانت تذبح داخل البلاد أو خارجها ، وتكون أضحية مجزئة عن صاحبها الذي وكَّل غيره .
والأصل أن تكون ببيتك أولاً ، إحياء للسنة النبوية ، وحثاً للأبناء والجيران عليها ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس ، على كلّ أهلِ بيتٍ في كلّ عام أضحية … " رواه الترمذي ( 1572 ) وابن ماجة ( 3125 ) وصححه الألباني .
وكذا حضور المضحي الذبح بنفسه أفضل .
أما إخراج الأضحية خارج البلد عن حكم الأضحية ، فلا دليل مع قائله .
والمضحي خارج البلد يناله أجر الصّدقة وإطعام الطعام ، لشدة حاجة المسلمين الفقراء في تلك البلاد ، وإحياء لمعنى التوادّ والترابط بين المسلمين ، وأنهم كالجسد الواحد .
فمن استطاع أن يضحي بواحدة داخل البلاد ، وأخرى خارجه فليفعل ، ففي ذلك حصول الأجرين له معا .
ومن لم يستطع أن يضحي داخل البلاد ، أو كان ثمنها باهظاً لا يقدر عليه ، ويستطيع ثمنها في الخارج ، فلا بأس أن يقتصر على الذبح في الخارج .
والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم