الشام الجريح !
الحمد لله رب العالمين ، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله عليه الصلاة والسلام ،
أما بعد :
فإن الحديث اليوم عن الشام هو حديث القلب والروح ؛ فالشام قلعة من قلاع العلم عند المسلمين قديما وحديثا ، ومؤمل الأمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ومقبرة للغزاة والطامعين ، من التتار والصلبيين وغيرهم على مرّ التاريخ ، ولا نبالغ إنْ قلنا إن تحت كل حجرٍ من أحجارها ُرفات صحابي أو مجاهد أوعالم ، فقد ذكر الحافظ ابن عساكر صاحب ” تاريخ دمشق ” عن المحدث الوليد بن مسلم الدمشقي قال : دَخَلتِ الشامَ عَشَرةُ آلاف عينٍ رأت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وفي حمص وحدها مدفون بأرضها أكثر من 400 صحابي من صحابة رسول الله ، فهي ثاني أكبر مقبرة في الإسلام بعد البقيع .
وفي هذه الأوقات تتعرض الشام معقل الإسلام سياسيا وعسكريا ، وعاصمة من عواصم المسلمين عبر تاريخهم المجيد ، والتي كانت كل بلاد المسلمين تحت سلطانها عدة قرون وهي : دمشق ، منذ العهد الأموي ، تتعرض إلى هجمات شرسة من عدو حاقد لئيم ، وهو العدو النصيري الخبيث ، نسأل الله القوي العزيز أن يخذلهم ، وأن يجعل الدائرة عليهم ، وأن يردهم خائبين خاسرين ، وهو على كل شيء قدير ، وأن ينجي المستضعفين من المؤمنين والمؤمنات برحمته وهو أرحم الراحمين .
وهذه أحاديث صحيحة في فضل الشام وأهلها :
1- عن قرة بن إياس المزني قال : قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا فسد أهل الشام فلا خيرَ فيكم ، لا تزال طائفةٌ من أمتي منصورين ، لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ” رواه النرمذي وأحمد وابن حبان .
وهو حديث صحيح على شرط الشيخين وصححه الألباني – السلسلة الصحيحة – الرقم: 403.
أي : إذا حصل لهم الفساد في دينهم أو دنياهم ، ولم تقوموا بواجب النصح والنصرة والإصلاح ، فأنتم أمة قلّ خيرها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
2 – وعن أبي أمامة الباهلي قال : قال صلى الله عليه وسلم : ” صفوةُ الله من أرضه الشام ، و فيها صفوته من خَلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من أمتي ثلةٌ لا حسابَ عليهم ولا عذاب ” .
رواه الطبراني ، وهو صحيح لغيره ، كما الألباني في السلسلة الصحيحة – الرقم : 1909 .
3 – وعن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : قال صلى الله عليه وسلم : ” إنى رأيتُ كأن عمودَ الكتاب انتُزع من تحت وسادتي ، فأتبعته بصري ، فإذا هو نورٌ ساطع ، عُمد به إلى الشام ، ألا وإنّ الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ” .
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وهو صحيح – وصححه الألباني في صحيح الترغيب – الرقم : 3092 .
4 – وعن سلمة بن نفيل السكوني قال : قال صلى الله عليه وسلم : ” عُقر دار الإسلام بالشام ” .
رواه أحمد والنسائي وابن حبان ، وهو حديث حسن .
ومعنى ” عقر ” أي : أصل ومقر ، وهو ما يكون آخر الزمان ، والله أعلم .
5- عن زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام ! قالوا: يا رسول الله ، وبم ذلك ؟ قال : ” تلك ملائكة الله ، باسطوا أجنحتها على الشام ” .
رواه الترمذي وابن حبان وغيرهما وهو صحيح – فضائل الشام ودمشق .
6- عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الشام أرض المحشر والمنشر ” .
رواه أحمد وابن ماجة والربعي في فضائل الشام ودمشق وهو صحيح .
7- وعن أبي الدرداء قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” يوم الملحمة الكبرى فسطاط المسلمين بأرض يقال لها الغوطة فيها مدينة يقال لها دمشق خير منازل المسلمين يومئذ ” .
رواه أبوداود والربعي في فضائل الشام ودمشق ، وهو صحيح .
فبلاد الشام التي تضم دمشق وما حولها لها فضل ، لا سيما في وقت الملاحم والفتن في آخر الزمان .
8- وعن ابن حوالة وهو عبدالله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” سيصيرُ الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجندةٌ ، جندٌ بالشام ، وجند باليمن ، وجند بالعراق ” قال ابن حوالة : خِرْ لي يا رسول الله ! إنْ أدركت ذلك . فقال : ” عليك بالشام ، فإنها خيرةُ الله من أرضه ، يَجْتبي إليها خيرتَه من عباده ، فأما إنْ أبيتم فعليكم بيَمنكم ، واسْقوا من غُدُركم ، فإن الله توكّل – وفي رواية : تكفل – لي بالشام وأهله ” .
رواه أبو داود وابن حبان ، وهو صحيح .
9- وعن أبي الدرداء قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إنّ فُسطاطَ المسلمين ، يوم الملحمة ، بالغُوطة إلى جانب مدينة يقال لها : دمشق ، من خير مدائن الشام ” .
رواه أبو داود وهو صحيح .
والغوطة : هي المنطقة المحيطة بدمشق من شرقها تقريبا ، وهي في محافظة ريف دمشق الآن .
10- وعن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ينزل عيسى بن مريم عليهما السلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ” .
صحيح – فضائل الشام ودمشق
11- وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” اللهم بارك لنا في شامنا وبارك لنا في يمننا ” قالوا : وفي نجدنا ، قال : ” اللهم بارك لنا في شامنا ، وبارك لنا في يمننا ” قالوا : وفي نجدنا ! قال : ” هناك الزلازل والفتن ، وبها – أو قال : منها – يخرج قرن الشيطان ” .
رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب صحيح ، وهو صحيح – الترغيب والترهيب 3086 .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداءك أعداء الدين ، إنك عزيز حكيم .