أرشيف الفتاوى

قراءة أكثر من تفسير

قراءة أكثر من تفسير

السؤال : هل يجوز لطالب العلم  قراءة أكثر من تفسير في الآية الواحدة ؟.

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه .

وبعد :

فقراءة أكثر من تفسير للآية الواحدة ، للوقوف على كل ما ذكره أهل العلم والتفسير فيها ، وجمع الفوائد من هنا وهناك ، أو في الآيات المشكلة ، من بطون كتب التفسير المطولة والمتوسطة والمختصرة ، طريقةٌ عظيمة عالية ، يشتغل بها من أنعم الله تعالى عليه بالعلم الشرعي ، والتبحّر في هذا الباب .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : " ربّما طالعتُ على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم ، وأقول : يا معلّم آدم علّمني" كما في العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام ابن تيمية .

ولا شك أن هذا مما يميزه عن غيره من العلماء ، ولهذا كانت اختيارات شيخ الإسلام في التفسير من أحسن ما يكون .

لكن هذه الطريقة كما قلنا إنما يسلكها من قرأ التفسير ، وتبحر فيه ، وليس من هو في بدايات الطلب ، ولم يسبق له أن قرأ ولو تفسيرا واحدا كاملا ؟! ولو مختصرا ، ومن عنده علم بعقيدة أهل السنة والجماعة  .

فلا بد لطالب العلم أولاً من قراءة تفسير مختصر للقرآن على سبيل الإجمال  ، ثم التوسع بعده شيئا فشيئا .
فيقرأ أولا مثلا : في تفسير الجلالين ( وفيه تأويل لبعض الأسماء والصفات )  أو : الهدى والبيان في تفسير كلمات القرآن ( لكاتبه ) ثم في كتاب غريب القرآن لابن قتيبة ، أو مفردات القرآن للراغب الأصبهاني ( وفيه تأويل ) ،
ثم في زبدة التفسير من فتح القدير للأشقر ، ثم في تفسير السعدي ، ثم في تفسير أبي بكر الجزائري .
ثم تفسير الحافظ ابن كثير الدمشقي – وقد تيسر لنا تهذيبه بحذف الضعيف من الأحاديث والآثار والإسرائليات والمكرر- ثم في تفسير ابن جرير الطبري .

 والله أعلم ،،،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى