بيان جمعية إحياء التراث الإسلامي حول أحداث مصر الشقيقة
الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، ولاعدوان الا على الظالمين .
وبعد :
فانّ ما يجري من الأحداث المؤلمة بمصر الشقيقة ، مما يبعثُ على الحزن والأسى والخوف ، في نفوس المسلمين جميعا .
وإننا لنؤكّد في ظلّ هذه الظروف الصعبة ، على المخرج من هذه الفتن ، والمتمثل بالتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، والذي أمرنا به الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم ، في وصيته لأمته بقوله : ” إنه منْ يعشْ منكم بعدي ، فسيرى اختلافاً كثيرا ، فعليكم بسنّتي وسُنة الخلفاء الراشدين من بعدي ” .
وأولُ ذلك : لزوم جماعة المسلمين ، والسعي في جمع كلمتهم على الحق والعدل ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، والجدال بالتي هي أحسن .
ثانيا : ترك الخصام والجدال والاختلاف ، المؤدي للاقتال بين المسلمين ، كما أمرنا الله تعالى بقوله ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) آل عمران .
وقال ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .
والسعي في الصلح بين المتنازعين والمختلفين والجلوس بين الأطراف المختلفة ، وتحكيم أولي العلم والحكمة والخبرة في ذلك.
ثالثا : تركُ أسباب الشرور والفتن والفوضى ، المتمثل بالخروج الى الشوارع بالمظاهرات ، وسدّ الطرقات بالاعتصامات ، وتعطيل مصالح الناس وأذيتهم ، والإضرار بمصالح الدولة .
وفتح الباب لكل مفسد بالدخول في هذه التجمعات ، والسعي بالفساد فيها ، والتحريش بين المتجمعين فيها ، ووقوع الصدام والقتل والقتال ، كما حصل غير مرة .
ولا يخفى ما جاء من التشديد في شأن الدماء في القرٱن والسّنة ، قال تعالى ( ومنْ يقتل مؤمناً متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذابا عظيما ) النساء .
وقال صلى الله عليه وسلم : ” لا يزالُ المؤمن في فسحةٍ منْ دينه ، مالم يُصبْ دماً حراما ” . رواه البخاري .
وغيرها من النصوص في هذا الباب.
واخيرا : فانّ المخرج من هذه الفتن هو بالرجوع للعلماء الربانيين الذين أمر الله بسؤالهم ، والاسترشاد بهم ، في قوله سبحانه ( واذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه الى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) .
نسأل الله العظيم الحليم أن يقينا وإخواننا بمصر من الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأن يرد عنا كيد اعداءنا في نحورهم
ويصلح أحوالنا ويول علينا خيارنا إنه سميع مجيب
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم