موضوع الساعة

دُروسٌ وعِبر في ذكرى العُدوان الغاشم

فأولا : نحمد الله عز وجل أن يسر لنا تحرير بلادنا من العدو الظالم المعتدي ، في فترة قصيرة ، ونشكر الله تعالى على ذلك ، ونحمده حمداً كثيراً طيباً ، وقد قال سبحانه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) إبراهيم : 7 .
وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق : 3.
وقال عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ) الطلاق : 4.

ونسأله سبحانه أنْ يضاعف الأجر والثواب ، لكل من ساهم وأعان من إخواننا من دول المسلمين ، بنفسه وماله ، الذين وقفوا الوقفة الأخوية في هذا الأمر العظيم ، وأنْ يجزيهم خير الجزاء ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي ، فكانوا كما قال الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة : 71 .

ونسأل الله تعالى أنْ يوفّق المسلمين جميعاً لكل ما فيه رضاه دوما ، حكاما ومحكومين ، متآلفين متكاتفين ، غير متفرقين ولا متباغضين ، كما أمرنا سبحانه فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا) آل عمران : 102-103.

وأنْ يكونوا متعاونين أبداً على البر والتقوى ، وعلى ردْع الظلم والظالمين ، وإقامة العدل بينهم ، وفي أنفسهم وأهليهم وشعوبهم ، فبالعدل تستقيم الأمور كلها .
كما نسأله تعالى أنْ يَرحم شهدائنا ، ويرفع درجاتهم في عليين ، مع النبيين والصديقين ، وحسن أولئك رفيقاً .

وإنّ من شكر الله تعالى علينا في الكويت : أنْ نستقيم على دين الله عز وجل ، وعلى طاعته سبحانه وطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، ظاهراً وباطناً ، وطاعة ولاة أمرنا بالمعروف ، كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، فبذلك يعم الأمن والأمان ربوع بلادنا .

وأن نتوب إلى الله من جميع الذنوب ، التي تسلط علينا عدونا ، كما قال سبحانه : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور : 31.
وأن يتواصوا بذلك ، وأن يأمروا بالمعروف ، وينهوا عن المنكر ما استطاعوا .
وأن نتناصح ونتعاون على البر والتقوى ، حتى تستمر النعمة ، ويكفينا الله عز وجل شر الأعداء أبداً .
ولا بد أنْ يكون فرحنا واحتفالاتنا ، في حدود الشرع المطهّر وضوابطه ، وفيما يرضي الله سبحانه ، وليس ذلك من التشدد والانغلاق ، بل هو طاعة الله تعالى ، واجتناب معصيته .
اللهم آمنّا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا ، ووفّقهم للعمل بما تحب وترضى ، وارزقهم البطانة الصالحة ، الناصحة الصادقة  ، اللهم احفظنا بحفظك ، واحرسنا بعينك التي لا تنام ، يا حي يا قيوم .

زر الذهاب إلى الأعلى