أرشيف الفتاوى

حكم مسابقات الهاتف

 

حكم مسابقات الهاتف


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه .
أما بعـد :

فالمسابقات التي تجري عن طريق الهواتف النقالة برسائل قصيرة ، والتي يدخل فيها المشترك بأكثر من قيمة الرسالة العادية ، مع احتمال الربح أو الخسارة المادية ، إما أنْ يربح الجائزة ، أو يخسر تكلفة الرسالة ؛ هي من صور الميسر المعاصرة ، ومن القمار المحرّم ، الذي ورد تحريمه في الكتاب العزيز ، والسنة النبوية ، وعدَّه العلماء من كبائر الذنوب ، وذلك في قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ ) المائدة : 90-91.

والقاعدة الشرعية : أنّ كل مُعاملة يكون فيها المعامَل إما غَانِمًا رابحاً ؛ أو غَارِمًا خاسراً ؛ أنها مِن الْمَيْسِر ، فلا تجوز .

فالشريعة الإسلامية تُحرم كل صور المعاملات القائمة على الميسر ، سواء اقترنت بمسابقة أو بغيرها ، وإنما حرّمت الشريعة القمار ؛ لأنه سبيلٌ لأكل أموال الناس بالباطل ، وقد قال الله ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) البقرة : 188.

وأكل المال بالباطل يكون بالسرقة أو بالخيانة أو الغش أو بالغصب ، أو المعاوضة المحرمة ، كالربا والقمار والرشوة .

كما أنّ هذا سبيل لجمع وصرف الأموال فيما ليس فيه نفع للأمة ، وطريق من طرق إفساد المجتمعات المسلمة ، وإهلاك ثرواتها .
والله تعالى أعلم .

زر الذهاب إلى الأعلى