فتاوى

حُكْم الصدقة للميت وتسمية الحلقة أو الدورة باسْمه

حُكْم الصدقة للميت وتسمية الحلقة أو الدورة باسْمه

حُكْم الصدقة للميت وتسمية الحلقة أو الدورة باسْمه

 

السؤال :

– ما حكم تسمية الدورة العلمية أو الدرس باسم أحد المتوفين ؟

علما بأنه أحيانا يكون أهل المتوفى متكفلين بالنفقة ؛ وأحيانا غير متكفلين .

– وهل يصل ثواب ذلك العمل للمتوفى؟

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ؛ وآله وصحبه .

وبعد :

فلا مانِع من إطلاق أسْماء بعض الناس من الأموات أو الأحياء ؛ على الحِلق العلمية أو الدروس أو المدارس ؛ وهو كتسمية المساجد بذلك ؛ أو في طباعة الكتب ونشرها ؛ وذلك لتخليد اسم شخص ؛ أو عالم أو داعية أو حاكم أو مُصلِح ، أو غير ذلك ؛ إذا كان هذا الشخص يستحِق ذلك ؛ أو كان فيه تحفيزاً للناس على فعل الخيرات والقربات ؛ أو تذكيرهم بالدعاء له .

وسواء كان منْ نفقته هو ؛ أو من نفقة أهله ؛ أو من محبيه ؛ أو من يتبرع له ؛ فهو جائز .

فالصدقة عن الميت من الأمور المشروعة ، وسواء كانت هذه الصدقة مالًا ؛ أو دعاءً له ، فقد روى مسلم في الصحيح وأصحاب السنن : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏ “‏ إذا مات ابن آدم ؛ انقطع عمله إلا من ثلاثٍ ‏:‏ صدقةٍ جارية ، أو علمٍ ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له‏”. مسلم‏(‏1631‏).

وفي الصحيحين : عن عائشة رضي الله عنها : عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنَّ رجلًا قال ‏:‏ يا رسول الله ؛ إنَّ أمي ماتت ولم تُوص ، أفلها أجرٌ إنْ تصدّقت عنها ‏؟‏ قال صلى الله عليه وسلم :‏ “‏ نعم ‏”‏. البخاري (3/193).

ولا يشترط لصحة الصدقة عن الميت ، أن تكون من أقارب الميت ، أو من أبنائه ، بل تصح الصدقة من البعيد ، كما تصح من القريب ؛ كالدُّعاء له .

لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ” مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ ؛ فَلْيَفْعَلْ ” . رواه مسلم (4083) .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً : ” إنّما الأعمالُ بالنِّيّات ؛ وإنما لكلّ امرئ ما نوى ..”. متفق عليه .

أما الدعاء والاستغفار : فلقول الله تعالى : ( والذين جَاؤُوا مَنْ بعدهم يقولون ربنا اغْفر لنا ولإخْواننا الذين سَبقونا بالإيمان ) الحشر : 10.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” اسْتغفروا لأخِيكم ؛ واسْألوا له التثبيت ؛ فإنه الآن يُسْأل ” . رواه أبو داود .

وقال صلى الله عليه وسلم : ” إذا صَليتُم على الميتِ ؛ فأخْلصوا له الدعاء “. رواه أبو داود (3199) .

والله تعالى أعلم

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى