حكم ابن عطاء الله السكندري الصوفي ؟!
السؤال :
ما حكم من يقول : لو جازت الصلاة ان تقرأ بغير القرأن ، لقرأت بحكم ابن عطاء الله السكندري ؟!
ومن هو ابن عطاء ؟
الجواب :
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وآله وصحبه
ومن اهتدى بهداه ،،،
وبعد :
أولا : هل يمكن أن يقال مثل هذا الكلام ، عن كلام ابن عطاء ، أو كلام غيره من البشر ؟!
وهل يجوز أن يساوى كلام البشر بكلام رب البشر ؟! وقد توعد الله من شبه كلامه العظيم الكامل ، بكلام البشر الناقص ، بذلك في قوله ( إن هذا إلا قول البشر * سأصليه سقر ) المدثر : 25 – 26 .
ثانيا : يعتبر ابن عطاء الله السكندري واسمه : تاج الدين أحمد بن محمد بن عطاء المتوفى سنة :709 هـ من كبار الصوفية في عصره ، وكتيبه ( الحكم العطائية ) من أشهر كتبه وهو في توحيد الصوفية ! وبيان أحوالهم واعتقادهم ومسالكهم الفاسدة .
وقد احتفى به غير واحد من مشايخ طريقه ، كالرندي وابن عباد وابن عجيبة ، وفي عصرنا البوطي !
وقد وجد فيها ما يدل على أن ابن عطاء كغيره من غلاة الصوفية ، يعتقد بوحدة الوجود !! والتي ترى أن كل موجود هو الله ؟! ولا وجود لسواه على الحقيقة !! وهي عقيدة وثنية كفرية !! رد عليها غير واحد من علماء المسلمين .
بدل على ذلك مواضع منها : قوله : ” ما حجبك عن الله وجود موجود ، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه “.
قال شارحه ابن عباد : ” تقدم أن لا موجود سوى الله تعالى على التحقيق !! وأن وجود ما سواه إنما هو وهم مجرد ؟ّ!”.
ومن أقواله فيها أيضا : قوله : ” كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر بكل شيء !
كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الذي ظهر في كل شيء !
كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو الظاهر لكل شيء !
كيف يتصور أن يحجبه شيء ، وهو أظهر من كل شيء !
كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ليس معه شيء !!!
ويشرح ابن عجيبة – أحد شراح الكتاب – هذه التعجبات العجيبة الغريبة !! فيقول : ” … ومعنى هذا الكلام ، أن الحجاب الذي يحجب الحق تعالى عن الغافلين الجاهلين ، هو الوهم فقط ! لأن الحق ظاهر شديد الظهور ، لكنه اختفى عن الغافلين بسبب غفلتهم وجهلهم ، فهم يظنون أن المخلوقات هي غير الله ، وهذا باطل عند العارفين ؟؟؟!! ” .
من أقواله المخالفة للصواب ، والمنكرة !
قوله في لطائف المنن ( ص :63): سمعت شيخنا – يقصد المرسي أبوالعباس- يقول في قوله عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) أي : ما نذهب من ولي لله ، إلا ونأتِ بخير منه أو مثله !!!
ومنها : قوله : ” طلبك منه ( أي من الله ) اتهام له ..!! ” .
يقوله شارحه : ” فطلبه من الله تهمة له !! إذ لو وثق في إيصال منافعه إليه من غير سؤال ، لما طلب منه شيئاً..!! “.
فسؤال العبد الله ربه حاجاته ، وطلبها منه ، ودعاؤه له ، مذموم عند هؤلاء الصوفية ؟! لأنه بزعمهم صادر عن عدم ثقة بالله !
مع أن أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، كلهم قد سألوا ربهم ، وطلبوا منه أموراً كثيرة متنوعة ، والكتاب العزيز مليء بذلك بقولهم : رب ، رب .
وكذلك فيه بعض العبارات التي حملها الشراح على ذم التمتع بالطيبات من الرزق الحلال ! وترك الزواج والنسل والولد ! والتشنيع على من يأخذ بالأسباب ! واعتباره مخالفا للتوكل على الله تعالى !!
وغير ذلك من المخالفات العقدية والشرعية ، مما لا شك فيه أنه على خلاف سنة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم بل سنن المرسلين جميعا .
وتسبب ابن عطاء هو وجماعة من الصوفية في حبس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ظلماً بمصر سنة (707) هـ ، حيث ادعى عليه أشياء لم يثبت منها شيء ، كما في البداية والنهاية ( 14/47).
غير أن هذا لا يمنعنا أن نقول : إنه يوجد في الكتاب من الحق والحكم ما يفيد ، مخلوطا بغيره من الأوهام ، والعبارات المبهمة !! والخرافات الباطلة !
والحكم والمواعظ في غيره من الكتب أكثر ، وأفيد وأسلم وأوضح للمسلم ، ككتاب الفوائد للإمام ابن القيم ، وغيره .
بل ما في كتاب الله تعالى من الحكم ما يخلب الألباب ، وما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم ما تندهش له العقول !
ولذا لا ينصح بقراءته إلا للعلماء ، أو لطلبة العلم المتمكنين .
نسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، إنه سميع مجيب..
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..