أحاديث السفياني
السؤال : ما صحة الاحاديث الواردة في السفياني المذكور في بعض كتب أشراط الساعة ؟ وهل يقال إنه ينطبق على حاكم العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم/ ….. حفظه الله تعالى ورعاه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وبعد:
فما ورد في شأن السفياني وخروجه في آخر الزمان، وخروج الأبقع والأصهب والأعرج الكندي، لا يصح منه شيء سنداً، ولا يصلح للاعتماد على رواياتها، لأن الكثير منها موقوفات بل ومقطوعات ضعيفة الإسناد، فيها مجاهيل وضعفار، وكذا المرفوع لا يصح منه شيء، وأصحه ما ورد في مستدرك الحاكم (4/ 520): وفيه تدليس الوليد بن مسلم: وفيه أنه يخرج في عمق دمشق، وعامة من يتبعه من كلب وأنه يقاتل المهدي، وليس فيه ما يقارب الأوضاع الحالية.
وقد صرح غير واحد من أهل العلم بأنه لم يرد في السفياني وخروجه حديث صحيح يعتمد عليه، كالشيخ التويجري في إتحاف الجماعة (1/ 49)
ومما هو معلوم أن أشراط الساعة من عقيدة المسلم، فلا يجوز له أن يعتمد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والآثار المنقطعة، أو الأخبار الإسرائيلية؛ كما هو مقرر في موضعه.
وقد ادعى بعضهم أن بني أمية هم الذين وضعوا الأحاديث في السفياني لما سمعوا بالأحاديث الموجهة إليهم عن المهدي والتي ترجف بهم وتهددهم بالإيقاع بهم.
وقد رد على هذه الافتراءات الشيخ التويجري أيضاً في رسالته «الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر» (32).
وقال الشيخ رضاء الله ببن محمد إدريس المباركفوري في تحقيقه على كتاب: «السنن الواردة في الفتن» (5/ 1026) لابن عمرو الداني، قال: إن العقل السليم لا يقبل أن بني أمية هم الذين وضعوا الأحاديث في السفياني، لأن هذه الزحاديث تنال من أعراضهم وكرامتهم أكثر مما تعرفهم أو تهدد أعداءهم وترجف بهم، بل الظروف تشير إلى أن الشيعة هم الذين عملوا وضعها، إذا صح القول بوضعها، لأن كتبهم مليئة بذكر السفياني، وذهبت في تصوير هذا الرجل كل مذهب بما يشوه سيرة الأمويين ويسيء إلى سمعتهم، ويؤيد هذا: أن أكثر ما ورد في السفياني من الآثار منسوب إلى علي ابن أبي طالب وأبي جعفر الصادق ومحمد علي الباقر ومحمد بن الحنفية وغيرهم ممن يعتقد فيهم الشيعة.
فلا يستعبد أن الوضاعين الشيعة اختلقوا هذه الآثار والأسانيد لها ثم ألصقوها بهؤلاء الأئمة، ثم تسرب الكثير منها إلى كتب أهل السنة، والله أعلم.
وقال في الهامش: انظر على سبيل المثال: بحار الأنوار لمحمد باقر المجلسي، باب علامات ظهوره (المهدي) من السفياني والدجال وغير ذلك (52/ 181 – 279).
ثانياً: لو صحت بعض هذه الآثار، فمن منهج أهل السنة عدم تفسير أشراط الساعة قبل وقوعها، لئلا يقع المسلم في القول على الله تعالى وفي دينه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم، وقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}. وقال سبحانه في تعداد المحرمات الخمس ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )
والله تعالى أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم