أرشيف الفتاوى

معنى السلفية

السؤال :

ما هي السلفية ؟

الجواب :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
وبعد :

فالسلفية : هي اعتقاد السلف وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تابعهم من التابعين وأتباعهم إلى يوم القيامة .
وسموا أيضا بالفرقة الناجية ، والطائفة المنصورة إلى قيام الساعة ، وهم أهل السنة والجماعة ، والفرقة : بكسر الفاء ، هم الطائفة من الناس , وأما بالضم فهي من الافتراق .

ونقول إنها الناجية المنصورة : أخذأ من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ” ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، وهي : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ” رواه الترمذي .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم ، حتى يأتي أمر الله ” متفق عليه.

ونقول إنهم أهل السنة والجماعة : والمراد بالسنة : الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قبل ظهور البدع والمقالات المحدثة .

وسموا أهل السنة : لأنهم متمسكون بها ، داعون إليها ، والجماعة في الأصل : القوم المجتمعون ، والمراد بهم هنا : سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ، الذين اجتمعوا على الصريح من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولم يفترقوا كما افترقت الجهمية والمعتزلة والقدرية والخوارج والمرجئة وغيرهم من الفرق الضالة .

وإن كان يحصل بينهم اختلاف , لكن لا يحصل بينهم افتراق ، ولا يضلل بعضهم بعضاً.

فالسَّلفيَّة إذن : ليست أمرا محدثا ، ولا اسما جديدا ، ولا من الأسماء التي فرقت الأمة الاسلامية ، فهي ليست حركة سياسية , ولا جماعة حزبية منغلقة على نفسها متعصبة لغير الحق , ولا تكتلاً متطرفاً أو غال ، كما أنها ليست حِكراً علَى فئةٍ من النَّاس ، بل هي منهج لفهم الإسلام يلزم كل مسلم .

والسلفية اصطلاحٌ قديمٌ ، ليس مِن وَضع مَن أصبحوا يُعرَفون به ، وهذا فرقٌ عظيمٌ ما بينَ مَن ينتسبونَ إلى هذه النِّسبة الشريفة ، وبينَ مَن يتَسمَّون بأسماءٍ أخرى مِن الجماعات والحَركات الإسلامية ، التي وضع أسماءها : مؤسِّسوها.

لأن السلفية تعني النسبة إلى السلف الصالح رضوان الله عليهم ، وهم : مَن تقدمَنا من هذه الأمة من الرعيل الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعدهم من القرون الثلاثة المفضلة , ومن اتبعهم بإحسان من أئمة المسلمين على منهاج النبوة الذي جاء به الوحي الشريف .

كما أنها تربط المسلم بالسلف من الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان ، فتزيده عزة وإيمانا وافتخاراً , لأنهم سادات المؤمنين وأئمة المتقين ، كما قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه : ” إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه ، فابتعثه لرسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه ، فيقاتلون على دينه ، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن , ومارأوه سيئاً فهو عند الله سيء ” رواه الإمام أحمد وصححه الشيخ أحمد شاكر .

وعن ابن عمر رضي الله عنه : من كان مستناً فليستن بمن قد مات ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير هذه أبرها قلوباً ، وأعمقها علماً ، وأقلها تكلفاً ، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ونقل دينه ، فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم ، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدى المستقيم ، والله رب الكعبة . رواه أبو نعيم في الحلية وابن عبد البر جامع البيان .

ولا نظن أن أحداً مِن المُسلمين يَعرف هذه النِّسبةَ على حقيقتها ، إلاَّ علِم أنَّها نسبةٌ إلى الإسلامِ كُلِّه ، بأحكامه وآدابه ، وأخلاقه وعقيدته ، كما أمرَ اللهُ سبحانهُ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) (البقرة : 208) .
وكما أمرَ بذلك نبيُّه صلى الله عليه وسلم : « عليكمْ بسُنَّتِي وسُنة الخُلفاءِ المهدِيِّين الراشدين مِن بعدي ، عضُّوا عليها بالنَّواجِذ ، وإيَّاكمْ ومُحْدثاتِ الأمور ، فإنَّ كلَّ مُحْدثةٍ بدعةٌ، و كلَّ بدعةٍ ضلالةٌ » رواه أحمد وأصحاب السنن .

نسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لاتباع هدي السلف ، والسير على منهاجهم ، إنه خير مسؤول ،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

زر الذهاب إلى الأعلى