الرد على الكلباني في إباحة الموسيقى والأغاني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين
وآله وصحبه والتابعين ،،،
وبعد :
فقد قرأت في جريدة الوطن الغراء المنقول عن الشيخ عادل الكلباني في موقعه من أن الغناء حلال كله ؟! حتى مع المعازف ?! ولا دليل يحرمه من كتاب الله ولا من سنة نبيه محمد ؟! معتبراً ان بعض علماء الدين مصابون بـ جرثومة التحريم ؟!!!
زاعما أنه لم يصح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يستدل به على تحريم الغناء بآلة أو بدون آلة ؟! وقال : وكل حديث استدل به المحرمون إما صحيح غير صريح ، وإما صريح غير صحيح ؟! ولا بد من اجتماع الصحة والصراحة لنقول بالتحريم ؟!
هكذا قال ؟!
فقلت متعجبا : كيف يذهب الشيخ إلى ذلك ؟! وأئمة المسلمين المشهورون ، ومنهم أئمة بلاد الحرمين وعلمائهم على القول بتحريم المعازف والغناء ؟؟!! بل والكلباني كان منهم إذ يقول : قرأت أقوال المحرمين قبل وبعد ، وكنت أقول به ، ولي فيه خطبة معروفة ، ورجعت عن القول بالتحريم لما تبين لي أن المعتمد كان على محفوظات تبين فيما بعد ضعفها ! بل بعضها موضوع ومنكر ؟! انتهى
بل نقول : والأئمة الأربعة كما دلت النصوص المنقولة عنهم وعن أتباعهم ، مصرحة بتحريم الغناء والموسيقى ، وناهية عنه ؟!
بل قد حكى الإجماع على التحريم كثير من الأئمة والفقهاء .
فهل اطلع الشيخ على ما لم يطلع عليه علماء المسلمين وأئمتهم ، في الكتاب والسنة النبوية ؟! فخرج علينا بما قال ؟
أم أنه فطن إلى شيء ، وعرف شيئا لم يعرفه العلماء والفقهاء السابقون ، ولم يفطنوا إليه ؟!
أم أن علماء المسلمين وأئمتهم اتفقوا على خطأ شرعي – والعياذ بالله تعالى -على مر العصور والدهور ؟!
أم أن الشيخ أحرص وأغير على دين الله عز وجل ونشره وبيانه ، من السابقين واللاحقين ؟!
ألا يكفيك في تحريم المعازف ، ما رواه البخاري في صحيحة وهو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى : في كتاب الأشربة (10/51) من حديث أبي مالك أو أبي عامر الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علَمٍ ( أي جبل ) يروح عليهم بسارحةٍ لهم ( أي ماشية ) يأتيهم _ يعني الفقير _ لحاجةٍ فيقولوا : ارجع إلينا غداً ، فيبيّتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردةً وخنازير إلى يوم القيامة ” .
ففي هذا الحديث : يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيكون أقوام من أمته ” يستحلّون الحِرَ ” وهو الفرج ، وهو كناية عن الزنا .
وقوله ” يستحلّون ” صريحة في أنّ المذكورات ومنها ” المعازف ” هي في الشرع محرمة ، فيستحلّها أولئك القوم .
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قَرن المعازف بالمقطوع بحرمته وهو ” الزنا والخمر ” ولو لم تكن محرمة ما قرَنها معها ، ثم أخبر عن أقوام من هؤلاء المستحلّين لهذه المحرمات أنهم ينزلون إلى ” جنب عَلَم ” وهو: الجبل العالى ، وعندهم الراعي يسرح بمواشيهم ، فيأتيهم الفقير ذو الحاجة فيقولون له : ارجع إلينا غداً ليعطوه ” فيبيّتهم الله ” أي : يهلكهم ليلاً ، ويوقع الجبل ويدكّه عليهم ، ويمسخ أقوام منهم قِرَدةً وخنازير ، أعاذنا الله تعالى من ذلك والمسلمين .
إن تحريم الغناء المصحوب بآلات العزف والطرب الذي نسمعه ونشاهد أهله أحيانا في الفضائيات وغيرها ، لا يشك فيه عاقل ، إذ أن الفطرة تأبى قبول هذا مثل الأمر القبيح المستهجن ؟!
ألا يرى المسلم والمسلمة كيف أن هذه الأغاني اليوم ، بكلماتها وما تدعو إليه من الباطل ، وأحوال أهلها ، تدعو إلى معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم جهارا نهارا ، بلا حياء ولا خوف من الله ؟؟! فكيف يقال إنها مما يحل ويباح ؟!
ألا يلاحظ الشيخ أن المغنين والمغنيات اليوم بظاهر أحوالهم ، داخلون – عافانا الله جميعا – في قوله سبحانه وتعالى ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) سورة النور .
ألا يرى إلى المغنيات وهن يغنين في الحفلات والشاشات ، كيف تكون الواحدة منهن في قمة التبرج ، واللبس العاري الذي لا يستر مفاتن المرأة ومحاسنها ؟! بل يكاد الغناء اليوم أن يكون كله مصحوبا بالرقص الخليع ، وهو ما يسمى : بالفيديو كليب ، والذي تتكسر فيه المرأة وتتلوى أمام المشاهدين ، وتغريهم بحركاتها الفاسدة ، فهل يرى الشيخ جواز الغناء مع رقص الراقصات أيضا ؟! أم أنه يجوز سماع غنائهن مع تغميض العينين عنهن في هذه الحالة ؟!
وأما قول الكلباني هداه الله : هناك فئة كبيرة من علمائنا وطلبة العلم منا مصابون بجرثومة التحريم ؟! فلا يرتاح لهم بال الا اذا أغلقوا باب الحلال ، وأوصدوه بكل رأي شديد ، يعجز عن فكه كل مفاتيح الصلب والحديد ، لأنه يغلق العقول فلا تقبل الا ما وافقها ، ولا تدخل رأيا مهما كان واضحا جليا ، ومهما كان معه من نصوص الوحيين ، لأنها اعتقدت واقتنعت بما رأت انتهى .
فنقول : هذا اتهام عريض لعلماء المسلمين ، ولا حول ولا قوة إلابالله ، لا نملك حياله إلا نقول : حسبنا الله ونعم الوكيل ! إذا كان هذا ظنك بعلماء المسلمين وأئمتهم ، فماذا سيكون حال بقية المسلمين وعامتهم ؟!
إننا ندعو المسلمين إلى عدم الالتفات إلى الأقوال الشاذة ، المخالفة لنصوص الكتاب العزيز والسنة النبوية ، والتمسك بكلام الله تعالى ، وقوله سبحانه إذ يقول ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء والله ولي المتقين ) الجاثية : 18 – 19 .
ولا يكونوا كما قال سبحانه عن أهل الكتاب ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) التوبة : 31 . بأن أباحوا لهم الحرام فاتبعوهم ، وحرموا عليهم الحلال فاتبعوهم ، فعبدوهم من دون الله .
والواجب الالتفاف حول فتاوى الأئمة الكبار ، المشهورين بالعدالة ، والذين حازوا ثقة المسلمين ، وسارت بفتواهم الركبان ، والتفت حولهم مجامع الناس في الحاضر والبادي .
وندعو الشيخ الذي قد أنعم الله عليه بأن صلى يوما بالمسلمين والمسلمات بأطهر بقاع الأرض وأشرفها ، وبوأه الله مثل هذا المنصب الجليل ، أن يتقي الله سبحانه ، وأن يراجع كلامه الذي قد يتكيء بعض الجهال من الناس ، ومن في قلبه مرض أيضا ، في إباحة ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واتفق على تحريمه أئمة المسلمين وعلمائهم الأجلاء .
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل .
والله أعلى وأعلم ،،،،
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .