موضوع الساعة

قبس من فضائل عائشة رضي الله عنها

قال ابن القيم رحمه الله في جلاء الأفهام :

ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره ، وقد سئل : أي الناس أحب إليك ؟ قال : ” عائشة ” قيل : فمن الرجال ؟ قال : ” أبوها ” .

ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .

ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .

ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : ” ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك ” فقالت : أفي هذا أستأمر أبوي ؟! فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة . فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .

ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك ، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ، وشهد لها بأنها من الطيبات ، ووعدها المغفرة والرزق الكريم ، وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ، ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ، ولا عائبا لها ، ولا خافضا من شأنها ، بل رفعها الله بذلك ، وأعلى قدرها ، وأعظم شأنها ، وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء ، فيالها من منقبة ما أجلّها .

وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت :
” ولشأني في نفسي أحقـر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يُـتـلى ، ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيـا يبرئني الله بها”.
فهذه صديقة الأمة وأم المؤمنين ، وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي تعلم أنها بريئة مظلومة ، وأن قاذفيها ظالمون لها ، مفترون عليها ، قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ، فما ظنك بمن صام يوم أو يومين ، أو شهراً أو شهرين ، وقام ليلة أو ليليتين ، فظهر عليه شيء من الأحوال ، ولاحظوا بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات ، وأنهم ممن يتبرك بلقائهم ، ويُـغتـنم صالح دعائهم ، وأنهم يجب على الناس احترامهم ، وتعظيمهم ، وتعزيرهم ، وتوقيرهم ، فيُتَمَسح بأثوابهم ، ويُـقَـبل ثرى أعتابهم ، وأنهم بالمكانة التي يُـنـتـقـم لهم لأجلها ممن تنقصهم في الحال …

ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدّين ، استفتوها فيجدون علمه عندها .

ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها ، وفي يومها ، وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .

ومن خصائصها : أن المَلَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سَرقة حرير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن يكن هذا من عند الله يمضه “.

ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرّون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين . أ.هـ ” جلاء الأفهام ” مختصرا ( ص 265 – 269) ط دار الفوائد وفي ( ص 237 – 241 ) ط .

 

زر الذهاب إلى الأعلى